منصة الصباح

مشاريع التخرج والبحث العلمي

مشاريع التخرج والبحث العلمي

مع قهوة الصباح:

بقلم: د . المهدي الخماس

الوصول الى الجامعة والتخرج منها حلم طبيعي لكل فرد في المجتمع. ورسالة الجامعة والتي يتبناها ويقوم بتنفيذها أعضاء هيئة التدريس تعني التعليم وخدمة المجتمع والبحث العلمي. يعني الجامعة منارة تنير طريق المجتمع الى المستقبل وليست تحفة في برج عاجي. لدينا الكثير من الكليات والتي تشترط مشروع تخرج لإتمام متطلبات الشهادة الجامعية. يشكل فريق صغير من الطلبة يقومون بكتابة بحث ويتم مناقشتهم والموافقة وإكمال الشهادة.

الفكرة جميلة جدا وتساهم في تنشيط روح البحث العلمي بالجامعة وكذلك تساهم في تعويد الطلبة على العمل من خلال فريق. أغلب أعمال اليوم الطبية وغيرها تحتاج الى فريق متكامل ومتعاون للقيام بها والنجاح. وهذا يستدعي التذكير ببعض النقاط التي تخص مشاريع التخرج.

أول هذه النقاط ان مشروع التخرج يتمم رسالتين من رسائل الجامعة الا وهما خدمة المجتمع والبحث العلمي. وعلية أرى تدريب الأستاذ أولا ليكون متمكنا من توجية الطلبة والطالبات والإشراف الصحيح على هذه الأبحاث. هذا يحتاج الى دورات تدريبية سنويا للإطلاع على الجديد في المجال والتذكير بطرق البحث العلمي وأنواعها وأخلاق البحث العلمي. للتذكير بالتكنولوجيا المتوفرة وتجنب السرقة العلمية وغيرها. عندما يتم هذا سنجد أن الطلبة ليسوا في متاهة وإنما في حديقة علمية وفريق يمكنهم من اختيار اللون والنوع الذي يبحثون فيه.

النقطة الأخرى وهي نوعية البحث. عندما يكون لدينا عضو هيئة التدريس المدرب والمؤهل للقيام بالتدريس الجامعي قد أعطي حقه العلمي والمادي فإن الأبحاث ستنبع من داخل المجتمع الذي توجد به الجامعة. هذا يغطي بالفعل رسالة الجامعة نحو خدمة المجتمع. يعني يكون البحث من ضمن اهتمامات المجتمع ويجيب على أسئلة معينة وليس ورقات مأخوذة ومقتطفات من هنا وهناك.

بإمكان القسم بالكلية إعداد قائمة من الأسئلة البحثية والتي يرغب في الإجابة عليها عن طريق البحث العلمي. هذا يساعد الطلبة ويمكنهم من إختيار مشاريعهم في مرحلة مبكرة ويعطي الفرصة للحصول على بيانات بحثية حقيقية تساهم في الإجابة على الأسئلة البحثية وعلى استحداث أسئلة أخرى لأبحاث مستقبلية.

يفضل أيضا إستحداث مادة في كل الكليات وهي مبادئ البحث العلمي وألياته ومناهجه وأخلاقه. وبذلك يتكون لدينا الفريق في مرحلة مبكرة وتكون مدة البحث كافية للجميع ويتم تسليم البحث في مدة لاتزيد عن شهر بعد إنهاء الإمتحانات.

عند تكافل القسم مع الأستاذ مع الطالب في وقت مبكر وكل يعرف دوره، عندها سنحصل على بحث مفيد. البعض ربما يستحق النشر في مجلات محكمة والبعض ربما يكون مشروع بحث في الدراسات العليا والبعض ربما يكون مشروع عمل تجاري أو صناعي وغيره. وعندها نجنب الطالب المتاهة في عالم النت والذكاء الإصطناعي والسرقات العلمية.

وفقكم الله جميعا الى مافيه خير طلبتنا وأساتذتنا وبلادنا.

شاهد أيضاً

عيد الوحدة الوطنية

مفتاح قناو في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كنا طلابا في المدارس الابتدائية، وكان …