منصة الصباح
علي الدلالي
علي الدلالي

سلاح الفيتو لدعم الإرهاب

بالحبر السري
بقلم: علي الدلالي

أصابت الولايات المتحدة الأمريكية مجلس الأمن الدولي مرة أخرى بالشلل التام عند ما رفعت سلاح (الفيتو) يوم 8 ديسمبر 2023 في وجه مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وكرر مطالبته لجميع الأطراف بأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.
ويكشف (الفيتو) الأمريكي الذي ينسف للمرة الـ 50 قرارات لمجلس الأمن تُطالب الاحتلال الإسرائيلي بالكف عن تقتيل الفلسطينيين خاصة والعرب عموما، واحتلال الأراضي العربية وضم الأراضي المحتلة وتهويد القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية وغيرها من الجرائم الإرهابية العنصرية من مجموع 80 مرة استخدمت فيها واشنطن هذا (الحق) الذي يُراد به باطلا، أن أمريكا شريك بصورة مباشرة في جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية المحتلة، وفي الإبادة الجماعية للفلسطينيين وانتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني واتفاقية جنيف.
واستخدمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديمقراطية، سلاح (الفيتو) في مجلس الأمن منذ ستينيات القرن الماضي بلا هوادة لحماية الكيان الإسرائيلي وإطلاق يديه لارتكاب جرائمه الوحشية ودوس كافة القرارات الدولية ليُصبح كيانا فوق القانون وخارجا عليه.
وتوثق الأمم المتحدة في أرشيفها مشاريع القرارات التي أجهضها سلاح (الفيتو) الأمريكي في مجلس الأمن لصالح دولة الاحتلال وضد حق الشعب الفلسطيني المشرد من أرضه منها على سبيل المثل لا الحصر، قرار يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها، قرار ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967، ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، قرار يطلب من إسرائيل الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة، قرار يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة، مشروع قرار ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، مشروع قرار يدين إسرائيل في محاولة اغتيال رئيس بلدية نابلس “بسام الشكعة”، مشروع قرار بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى، قرار يدين إسرائيل جراء سياستها التصعيدية في منطقة الشرق الأوسط، قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في “صبرا وشاتيلا”، قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطبق على الأقاليم المحتلة، مشروع قرار يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين، مشروع قانون يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم إسرائيل باعتبار القدس عاصمة لها، قرار يستنكر سياسة “القبضة الحديدية ” وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، قرار يدين إسرائيل لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، منع جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة، مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين إسرائيل لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة، قرار قدم لمجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، افشال توصل مجلس الأمن إلى قرار يطالب إسرائيل بوقف قراراتها بمصادرة (53 دونما)، من الأراضي العربية في القدس الشرقية، إعاقة صدور قرار يطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدس المحتلة، مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية في جبل “أبو غنيم” شرق مدينة القدس المحتلة، منع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، إجهاض مشروع قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين، إحباط مشروع قرار لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأمم المتحدة، فضلا عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قرار يطالب بإزالة الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل والذي يقوم بتقطيع أراضي وأوصال السلطة الفلسطينية وينتهك أراضي المواطنين الفلسطينيين، مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني “ياسر عرفات” عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه، إسقاط مشروع قرار يدين إسرائيل على قيامها باغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين، إسقاط مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب من المنطقة، إفشال تبني مجلس الأمن قرارا يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع، إحباط قرار يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
إن ما يُشاع عن ارتهان أمريكا إلى اللوبي الصهيوني ونفوذ ما يُسمى بـ “إسرائيل” في صناعة القرار الأمريكي ودورها في الانتخابات الأمريكية هو في الواقع تسويق للوهم ونفخ للكيان الإسرائيلي الذي يعيش ويتنفس بالمساعدات الأمريكية ويستقوي بـسلاح الفيتو الأمريكي، حيث استثمرت أمريكا في هذا الكيان، وحولته إلى مخزن لأسلحتها النووية المعدة لروسيا وقاعدة متقدمة وثابتة ومنظومة للردع للسهر على تدفق النفط من دول الخليج منعا لتكرار صدمة النفط للعام 1973.

شاهد أيضاً

لغة السنغال… ليست عربية

 بقلم: د. علي عاشور السنغال دولة أفريقية مسلمة، ومستعمرة فرنسية سابقة، يبلغ عدد سكانها أكثر …