يقول الباحث في الموسيقى الدكتور عبد الله السباعي إن الأغنية الليبية تقف اليوم في مفترق طرق، وتمرّ بفترة ركود فني وتجاري؛ نتيجة عدة أسباب؛ لعلّ من أهمها غياب أغلب فرسانها المتميزون من كتاب كلمة، وملحنين، ومطربين، غيَّبهم الموت خلال السنوات الماضية، رحمهم الله جميعًا. يُضاف إلى ذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها البلاد.
ويعتقد عبد الله السباعي أن صانعي الأغنية الليبية، خلال تاريخها الطويل، لم يسعوا في يوم من الأيام لغزو السوق العربي وإثبات الوجود أمام الألوان الغنائية العربية التي نجحت في الانتشار بالدعم المعنوي والمادي الكبيرين، والتغطية الإعلامية الواسعة، التي وفرتها حكوماتهم وشركاتهم الخاصة.
وغياب هذا الدعم عن الأغنية الليبية؛ لم يمنع انتشار بعض الأغاني الليبية، ورواجها في السوق العربي، خلال العقود الماضية؛ نتيجة لجهود فردية بذلها صانعوها ومنتجوها.
وذكر بهذه المناسبة ثلاثة أعمال هي؛ أغنية “يسلم عليك العقل”، للمرحوم محمد حسن، وأغنية “حبيبي يا نور العين” للفنان ناصر المزداوي، وأغنية “وعيوني سهارى” للفنان حسين الجيلاني.
وأوضح عبد الله السباعي أن الأغنية مرآة عصرها، وليس شرطًا أن تكون صالحة لكل الأجيال، وأن تجد لها مستمعين ومشجعين في كل وقت وحين.
ولو تأملنا في الإنتاج الغنائي خلال العقود الماضية؛ سنجد أن مئات الأغاني قد ظهرت ولاقت نجاحًا وانتشارًا في وقتها، ولكنها الآن اختفت من الميدان، وطواها الزمن والنسيان.
ولا شك أن بعض الأعمال البارزة الجميلة والصادقة قد تجد لها قبولاً عند الناس اليوم، وهي ما نسميه بـ” فنون الزمن الجميل”.
ويرى الباحث في الموسيقى، عبدالله السباعي، أن هناك الكثير من الأغاني القديمة الجميلة التي تستحقّ إعادة التسجيل بأصوات جديدة، وبتقنيات صوتية فائقة الجودة، ولكن بشرط المحافظة على شكلها القديم، وعدم التصرف بحذف، أو إضافة في نصّها أو لحنها أو إيقاعها بحجة التطوير والتحديث.