معركة الحياة لا ترتبط فقط بما يحتاجه الإنسان من أكل وشراب ومسكن، بل بما هو أعمق بكثير، الوعي والإصرار على النجاح مهما كانت العقبات، وفي هذه المعركة، ممنوع فيها الخسارات. وهذا ما جاء به الوثائقي التوعوي “اخترنا الحياة” الذي يتحدث عن مرض التصلب المتعدد، عبر لقاءات مع مصابين نجحوا في معركتهم حين اختاروا الحياة.
قصص إنسانية أبطالها من دول عربية، واجهوا المجتمع وقبل كل شيء واجهوا أنفسهم وراهنوا على استمرارية حياتهم دون أيّ انتكاسات، واصلوا تحقيق أحلامهم بدعمٍ من عائلاتهم ودوائرهم المقرّبة.
بدأت قصص مع “ليليان حطيط” و”فادي خليل” ثم “أم محمد” و”فاطمة الزهراني” و”فاطمة حمود” و”محمد القاسم” و”نهلة أبو الفتح” و”مصطفى خليفة”، وعلى الرغم من تنوع الظروف والمصاعب في هذه القصص، إلا أن النجاح والرهان على الحُبّ وشغف الاستمرار في العطاء الإنساني والأخلاقي، في توظيف إصابتهم توظيفًا إيجابيًا، عبر تأسيس الجمعيات المتخصصة التي تُعرّف معنى “التصلب المتعدد”.
أعطى الوثائقي توضيحًا مهمًا للمشاهد، في تقديمه للقصص واللقاءات مع الأطباء المتخصصين، في أن “المعلومات المقدمة في الفيلم، هي لأغراض التوعية بالمرض فقط، وليس المقصود منها أن تكون بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة.. اطلب دائما إرشادات أحد المتخصصين الصحيين المؤهلين، بشأن أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص صحتك أو حالتك الطبية”.
وأوضح صُنّاع العمل، أن “هذا الفيلم للأغراض التعليمية فقط، ويجب عدم استخدام المعلومات المستخدمة في هذا الفيديو لتشخيص مرض أو علاجه. قد لا تعكس شهادات المرضى تجربة مريض آخر د، أو أن الشخص سيعاني من أعراض مشابهة”.
تعريف التصلّب المتعدّد:
وِفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التصلب المتعدد هو حالة تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الدماغ والحبل الشوكي، تختلف أعراض المرض من شخص لآخر، وتعتمد على موضع تلف الألياف العصبية ووخامته. وغالبًا ما تشمل الأعراض مشكلات في الرؤية، والإجهاد، وصعوبة في المشي والحفاظ على التوازن، والخَدَر أو الضعف في الذراعين والساقين. ويمكن أن تظهر الأعراض وتختفي، أو تستمر لفترة طويلة.
وعن أسبابه، توضح منظمة الصحة العالمية، بأنها غير معروفة، ولكن التاريخ العائلي للمرض قد يزيد من مخاطر الإصابة به.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض التصلب المتعدد، يمكن للعلاج أن يقلل الأعراض ويمنع المزيد من الانتكاسات ويحسن جودة الحياة.
ويمكن أن يظهر المرض بعدة طرق منها، بحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية، “المتلازمة السريرية المعزولة: تصف نوبة الأعراض العصبية التي تعد أول علامة سريرية على احتمالية الإصابة بمرض التصلب المتعدد؛التَصَلُّب المُتَعَدِّد النَّاكِس الخامد: الشكل الأكثر شيوعًا لمرض التصلب المتعدد الذي يتميز بنوبات متقطعة من الأعراض (الانتكاسات)، تليها فترة قصيرة أو طويلة من عدم وجود نوبات سريرية (الخُمُود)؛التَصَلُّب المُتَعَدِّد الثَّانَوِيّ المُتَرَقِّي: بعد التعايش مع التَصَلُّب المُتَعَدِّد النَّاكِس الخامد لفترة طويلة من الزمن، تقل الانتكاسات وتستمر الأعراض في التفاقم تدريجيًا دون انتكاس أو خُمُود؛ التَصَلُّب المُتَعَدِّد الأَوَّلِيّ المُتَرَقِّي: بداية من الأعراض الأولية، يتفاقم المرض تدريجيًا ويزداد سوءًا دون أي انتكاسات أو خُمُود واضح”..