إيناس احميدة
لفتني اليوم الإعلان الأخير لشركة “الجيد” عن عصير الأطفال “سن توب”، الذي شاركت فيه فنانة كبيرة يُفترض حرصها على تعزيز القيم الاجتماعية. للأسف، جاء الإعلان برسالة سلبية تمامًا.
يحكي الإعلان الذي جاء في صياغة ركيكة ونص طويل وممل، قصة تلاميذ يخالفون قواعد الحصة الدراسية بشرب العصير خفية، ثم تضبطهم مديرة المدرسة، لكنها تُغرى بتذوق العصير فتسمح لهم بشربه وترفع علامة الممنوع. الإعلان، بصياغة ركيكة وكلمات مملة وطويلة، يروج لفكرة الالتفاف على القوانين بدل احترامها، ويظهر تساهل الإدارة التربوية مقابل إغراء بسيط، ما يفقده أي قيمة اجتماعية أو تربوية.
هذا المثال يعكس أزمة أكبر في الإعلانات التجارية المحلية، حيث تفتقر الكثير منها إلى القيم والمبادئ التي تراعي الثقافة المجتمعية، وتساهم بدلًا من ذلك في تهديد القيم الاجتماعية مقابل تحقيق أهداف تسويقية آنية.
على الرغم من الميزانيات الضخمة التي تُنفق على هذه الإعلانات، فإنها غالبًا ما تُنتج رسائل تزرع قيمًا مادية بعيدة عن النظم والقوانين، وتعتمد على التلاعب بمشاعر الجمهور لخلق حاجات غير حقيقية.
ولما لهذه الإعلانات التي تصادفنا -دونّ استئذان- من تأثير كبير على سلوك الأفراد والمجتمع، يصبح من الضروري ضبط الرسائل الدعائية ومتابعتها لضمان توافقها مع القيم الاجتماعية والثقافية.
التسويق لا يعني فقط البيع وتحقيق مكاسب، بل يحمل مسؤولية أخلاقية تجاه المجتمع، وهو ما يجعل تطوير أساليب إعلانية فعالة وأخلاقية ضرورة ملحّة.