منصة الصباح

«أني معاكم »!

فتحية الجديدي

 

صرحت وزيرة خارجيتنا السيدة الأنيقة، وفي البال أنها ستنطق بما يضيف، ولكن للأسف الدبلوماسية الناعمة لا تصنع حلماً ولا قيمة مضافة للحصول على اكبر قدر من مطالب الشباب، الذين خرجوا مستنكرين الأوضاع البائسة والمرتبات المتدنية وغلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء والوصول للاستحقاق الشعبي لانتخاب من هو جدير بتحقيق أحلامنا جميعاً، في  أن نعيش في مستوى يليق بنا كشعب عانى وقاسى سنين طويلة ، وتخليص بلادنا من أنياب الطمع والنهب .

شباب محرومون  في دولة غنية بمواردها .. فقيرة في التفكير لتسخير الإمكانات لصالح للشعب وليس للأفراد، وبأنها داعمة للشباب كأكبر فئة في متوسط أعمار المجتمع الليبي  .

لا أعتقد أن سقف الطموحات تختلف بين هؤلاء الشباب من شرق وغرب البلاد – تمنيت أن يكون خطابها يلائم مساحات الحرمان ويملأ الفارق لأبناء ضاقت بهم بلادهم وعصرت قلوبهم وجعاً من أزمات توالت، وصلت إلى حد  سحب أبسط الحقوق في أن يحيوا بشكل طبيعي، ويتمتعواً بالكهرباء والسيولة النقدية، ويحققون طموحات تستوعب كل أمنياتهم، لكننا للأسف بدأنا نشاهد انعكاس الحاجة لأبسط هذه الحقوق الأساسية التي  للأسف كانت سقف أحلامهم ! وخرجت بهم في حالة غضب على واقع الحال العجيب !

شباب لا يملك ثمن كوب  قهوة وعلبة سجائر، بالرغم عن تخليه عن  ارتداء « تيشرت بيير كردان – و فرساتشي «و سبيدرين» من أفخم الماركات،  وبشكل عام من خرج وحمل يافطة مكتوب عليها ) مش حوشنا بس الضي هارب ) كان يعني الجار والقريب والصديق والجميع في ) الهوا سوا ( .

من الغريب  أن نخرج للناس ونخبرهم بأننا معهم وهم يلمسون الفرق الشاسع في سقف الاحتياجات، كما هو  في التوقيت الذي ضاع من الشباب دون أن يلتفت إليهم أحد وعلى قول المثل القديم ) بعد ما اتخذ علق بندقة ( لماذا لم تصرّح  المنقوش  مسبقاً أنها مع  الشباب، وغيرها كثر .

تأخر  تصريحها الذي يعتبره البعض دون جدوى، وفي مواطن أخرى ربما ينبئ بإفراجات جديرة بالاهتمام. والتي في التصور كونها سيدة قوية أعطت صورة جيدة للمرأة الليبية وشخصياً كنت فخورة بها يوماً ، ولكن المعدّل في التراجع عن ما تعودنا في التصريحات الجريئة لما يستجد من أحداث هو ما يحيّر حين لا يكون بمستوى الحدث ! ويكون الأقوى في التأثير على واقع الحال دون أية مصلحة إلا الحق .

لنقل أن التداعيات الموجودة هي أمانة أخرى تحتمها علينا المهنة وهذا ما يمكن قوله ، باعتبار أن السيدة المعنية ليست بحاجة للقول ” أنا معكم ” لأن طبيعة الإمكانات لا تتفق مع معادلة الثورة ولا المستوى المادي مع الاحتياجات التي تم الخروج من أجلها ، الثقافة الدبلوماسية تشرح ذلك، ويكفي القيام بالدور المناط من أجله واسترداد كل شبر من وطننا الذي يتم الاعتداء عليه ظلماً وبهتاناً وترك هموم الشباب للشباب

شاهد أيضاً

مناظرة توعوية حول الدستور في جامعة صبراتة

  نظم مكتب الخدمة الاجتماعية بجامعة صبراتة اليوم السبت 12 اكتوبر بالتعاون مع كلية الإقتصاد …