منصة الصباح

“أربعة فردات بربع”!

 بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

قبل نحو خمسة عشر عامًا كان شكري غانم أكثر المتحمسين لرفع الدعم العيني، على رؤية انه تشوهات اقتصادية.

الرجل رحمه الله لم يكن وحده، ضد منطق: (الأربعة فردات بربع)، فقد كان هناك الكثير ممن يدفعون بهذا الاتجاه.

وكان سؤالهم الحائر: لماذا لا نستبدل الدعم العيني بالنقدي، مع كثرة التهريب، وتحويل الخبر إلى علف للابقار، والارز للدواجن.

وبالمقابل كان الاتجاه الأقوى هو الابقاء على سياسة الدعم العيني على مبرر  أنه اسلوب في توزيع الثروة.

وبين معسكر الضد، والمع، لم يظهر طريق ثالث، أو منزلة بين المنزلتين.

بمنطق السوق يعتبر الدعم هو تشوه اقتصادي، وبمنطق العدالة الاجتماعية، هو شبكة امان.

وعلى فرضية رفع الدعم كليا كيف يصبح اسعار السلع في الجنوب والمناطق النائية، بإضافة كلفة النقل زائد معدل الرسك.

وعلى فرضية الابقاء على الدعم، فسيظل التهريب، والأسوأ السلوك الاستهلاكي، الذي كّون ثقافة استهلاكية ضار، من خبز، ومعجنات، وإلى باقي المشتقات.

زد على ذلك الكهرباء، حيث يستهلك الليبي ما يعادل استهلاك اربعة في تونس، وخمسة في المغرب.

ما نحتاجه ليس رفع الدعم بل عقلنة الدعم، وسلم امان ذكي، لمعالجة الاستهلاك الجائر، والتهريب، وتحويل الجنوب، والمناطق النائية، إلى بيئة جاذبة، وليست طاردة.

والاستبدال المطلوب هو الحل الأمثل، بدل الأسهل، بعيدا عن أي ترويج سياسي، أو شعور عاطفي، ونفكر باربع عيون، وليس اربعة فردات بربع.

شاهد أيضاً

الناتو والأبحاث العلمية ونحن،

د ابوالقاسم عمر صميدة مع اتساع رقعة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بوصفه حلفًا سياسيًا وعسكريًا، …