منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
أكدت المبعوثة الأممية السابقة إلى ليبيا “ستيفاني ويليامز“، أن جملة من الإخفاقات الدولية والداخلية، أطالت أمد الأزمة الليبية، مشيرةً إلى أن ليبيا “لم تعد أولية سياسية” لدى القوى الكبرى، وأن السياسات المزدوجة، والانقسامات الليبية، أضعفت فرص بناء دولة مستقرة..
وكشفت ” ويليامز”، في مقابلة خاصة مع وكالة “نوفا” الإيطالية، عن الدافع المباشر وراء قرارها مغادرة البعثة الأممية، واستقالتها من منصبها في “يوليو 2022″، المتمثل في الاتفاق السري الذي تم في “أبوظبي” عام “2022” بين “خليفة حفتر” و”عبد الحميد الدبيبة”، لتغيير قيادة المؤسسة الوطنية للنفط..
وأوضحت أن تلك الخطوة شكَّلت لحظة فارقة في مسار عملها، معتبرةً أن تلك الصفقة “أحدثت زلزالًا سياسيًا ومؤسسيًا”، وضربت استقلالية المؤسسة التي كانت تحظى بحماية دولية، بوصفها “الكيان السيادي المقدَّس في ليبيا”. وأضافت: “كان هناك ضوء أخضر ضمني من البيت الأبيض، مما تسبب في وضع مقلق جدًا على صعيد الشفافية والاستقرار الاقتصادي”..
وأشارت “ويليامز” إلى ما وصفته بـ”الفوضى” التي سادت السياسة الأمريكية تجاه ليبيا، إبَّان إدارة الرئيس “دونالد ترامب”، مؤكدةً أن هجوم “حفتر” على طرابلس عام “2019”، تم بضوء أخضر من البيت الأبيض، دون علم وزارة الخارجية أو البنتاغون. وقالت إن “الاتصال الهاتفي بين ترامب وحفتر استُتبع بتأخير غير معتاد في إصدار بيان رسمي، ما كشف عن انقسام داخلي حاد بين مؤسسات القرار في واشنطن.”..
وانتقدت “ويليامز” النخبة الليبية، موضحةً أن الحكومة الانتقالية “حكومة الوحدة الوطنية”، تحولت إلى “نظام محاصصة”، بدلاً من أن تكون سلطة تنفيذية مبسطة تهيّئ لانتخابات حرة، وأضافت: “لا توجد مؤسسة ليبية واحدة تتمتع بشرعية شعبية حقيقية… وهذه فجوة خطيرة يجب معالجتها”..
وحددت العقبات أمام المصالحة الوطنية، في ثلاث قضايا رئيسة، هي: فشل نزع سلاح الميليشيات، اقتصاد ريعي يغذي الصراع، وإفلات تام من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن هذه العوامل تشكل حاضنة دائمة للتوترات والعنف..
ورفضت “ويليامز” خلال المقابلة، أي مقترح لنقل فلسطينيين من غزة إلى ليبيا، واعتبرت مثل هذه المبادرات “ساخرة وتجارية بحتة”، وشددت على أن أي ليبي شارك في هذا النوع من النقاشات “يجب أن يُستبعد من تولي أي منصب مسؤول”..
