منصة الصباح

هل تمهد الأجسام المضادة لنظرة جديدة إلى العالم ؟

 

كتبت : فتحية الجديدي

عندما فكرت ألمانيا علاج مصابي فيروس كورونا بالأجسام المضادة (أي أخذ هذه الجسيمات ممن تعافوا من الوباء , بعد أن كونتها أجهزتهم المناعية، بالإضافة إلى مضادات تحفيزية لتقوية المناعة للمصابين) كانت الأكثر تفاؤلا بين الدول الكبرى الأخرى مثل أمريكا وروسيا والصين في أن تخلي 40٪ من أسرة المستشفيات ومراكز الحجر الصحي , حيث سيعود – وفقا لنظرة الأطباء هناك – المتعافون إلى بيوتهم لاستكمال العلاج هناك.
تحد طبي اتجه إليه أطباء أوروبا تباعاً, في محاولة لإعادة الحياة الطبيعية، واستعانوا لأجل ذلك بتسع أدوية لعلاج فيروس كوفيد 19, منها ما هو موجود بالسابق كمضادات الفيروسات وخافض الحرارة ودواء ضد الأكسدة (الهيروكلوروكيل) وأدوية علاج المفاصل وغيرها من الأدوية التي لازالت تجرب على بعض الحالات كالعلاج بالبلازما في دولة الإمارات العربية وأيضا المركبات الدوائية الذي لا تزال بالمختبرات , بعد خضوعها للاختبارات السريرية ببعض دول العالم
ويضعنا كل ما سبق أمام سؤال “هل ستعود الحياة لطبيعتها؟”, وإن عادت هل ستكون بملامح مختلفة عن السابق خاصة وأننا أصبحنا رهن إجراءات طبية دقيقة.
وإذا ما نجحت تقنية الأجسام المضادة في القضاء على الوباء, فهل سيعيد هذا نظرتنا للحياة المشتركة على كوكب الأرض بعيدا عن العنصرية والقومية ومفاهيم صراع الحضارات التي نشأت بعيد نهاية الحرب الباردة, حيث يمكن أن يسير العلاج على ذات الخط الذي سارت عليه العدوى, التي عبرت الحدود والقارات ولم تفرق بين عرق وآخر.
هل ستكون لنا حسابات أخرى بأن يتسع العالم للجميع؟، وأن أصدقائنا بالخارج ممكن أن يكونوا سببا لشفاء آخرين ؟ !. ناهيك عن التحول الحاصل في اقتصاديات العالمية وزعزعة المؤسسات المالية الكبرى واضطرارها لاتخاذ تدابير مشتركة لتفادي الانهيار أو الإفلاس، الأمر الذي وضعنا في مفترق أكبر مما نتوقع، وعزز الإحساس النابع من إنسانيتنا وانتمائنا الوطني بأن الحياة لا تنمو إلا إذا اشتركنا فيها مع غيرنا من دول العالم.

شاهد أيضاً

زليتن تشهد استقرارًا في الأوضاع بعد أزمة المياه الجوفية

تواصل وزارة الحكم المحلي جهودها للسيطرة على الأوضاع في بلدية زليتن وتعويض المتضررين وإيجاد حلول …