في أقل من عام على انضمامه، لم يكن ليونيل ميسي مجرد نجم داخل المستطيل الأخضر، بل وقودًا فاعلًا أشعل ديناميكيات الاقتصاد الرياضي في الولايات المتحدة. فمنذ صيف 2023، تحوّل نادي إنتر ميامي من مشروع ناشئ إلى كيان تسويقي ضخم، فيما أعاد “البرغوث” رسم خريطة كرة القدم الأميركية.
وبحسب تحليل نشرته “فوربس”، تجاوز التأثير المالي لميسي حدود ناديه، ليطال منظومة الدوري الأميركي بأكملها، بدءًا من حقوق البث، مرورًا بمبيعات التذاكر والقمصان، وصولًا إلى القيمة السوقية للفرق المشاركة.
ميسي يدخل إنتر ميامي عالم المليار
في غضون شهور قليلة فقط، ارتفعت القيمة السوقية لإنتر ميامي بنسبة 103%، لتقفز من نحو 585 مليون دولار إلى 1.19 مليار دولار، متفوقًا على أندية أوروبية عريقة. وكان لقميص ميسي النصيب الأكبر في طفرة المبيعات التي زادت بنسبة 41%، ليصبح الأكثر طلبًا عالميًا.
أما في المدرجات، فقد اجتذب الدوري الأميركي موسم 2023-2024 رقمًا قياسيًا في عدد الجماهير بلغ 11.5 مليون متفرج، بزيادة بلغت 6% عن الموسم الماضي، و15% مقارنة بالموسم الذي سبقه، في طفرة تعود جذريًا إلى الوهج الذي أضفاه وصول ميسي.
هذا الزخم انعكس أيضًا على الشريك الرقمي للدوري، منصة “Apple TV”، التي شهدت ارتفاعًا لافتًا في الاشتراكات بلغ أكثر من 300 ألف مشترك جديد خلال أول شهر من وصول النجم الأرجنتيني. كما سجلت مبيعات التذاكر عوائد قياسية وصلت إلى 265 مليون دولار، وقفزت أسعار التذاكر بنسبة مذهلة بلغت 1700%.
حتى الفرق المنافسة لميسي حصدت الثمار؛ فقد حصدت أندية الدوري الأخرى ما يزيد عن 84 مليون دولار إضافي من مبيعات التذاكر، نتيجة الإقبال الجماهيري لمباريات إنتر ميامي، سواء على أرضه أو خارجها.
بهذا كله، يؤكد ميسي أنه لم يكن مجرد توقيع جماهيري، بل صفقة استراتيجية أعادت رسم معايير التسويق الرياضي في أميركا الشمالية، وقد تكون حجر الزاوية في انتقال الدوري الأميركي إلى مصاف البطولات الكبرى عالميًا قريباً.