منصة الصباح

لهو شيطاني يعم كل الأرجاء

 

بقلم /محمد بالراس علي
وتتفق الوثائق الأصلية الأربع، ولا تختلف في شيء بشأن تاريخ كرة القدم في بريطانيا من 1338 إلى 1452، وكان ذلك خلال الحرب بين انجلترا وفرنسا، التي دامت 100 عام.
كان الحكم الملكي البريطاني معاديا تماما للعبة كرة القدم، وجرى وصف اللعبة بالشيطانية، في عهود كل من الملوك إدوارد الثالث وريتشارد الثاني وهنري الرابع.
وفيما كان انتشار كرة القدم يضرب جذوره عميقاً في الجزر البريطانية، أظهر ذاك الزمان من يكن كراهية مطلقة لهذه اللعبة، وبما أن هذه الكراهية كانت نابعة من قمة مقاليد الحكم والسلطة الملكية، فقد كان من الطبيعي أن تكون كرة القدم في بداية تطورها المبدئي عرضه للفناء والاندثار أو التجميد على الأقل.
وأصدر هؤلاء الملوك مراسيم ملكية بتحريم لعب كرة القدم، وأوجدوا قوانين رادعة ضد كل من يتجرأ ويلعبها، وكان المبرر لتحريم كرة القدم أنها لعبة فوضوية، ولهو رخيص منع الشباب والرجال من أداء التدريبات العسكرية المهمة أثناء حرب دامية مع فرنسا.
وجاء في تقرير قدمه أحد قادة الجيوش البريطانية إلى الملك هنري الرابع أن الجنود غير مبالين بالتدريبات العسكرية، وبعضهم يتهرب من تدريبات الرماية ولا يبالي بالعقوبة الصارمة التي تسلط عليه، وأن الجنود يستغلون فترة الراحة بعد تدريبات عسكرية قاسية في لعب كرة القدم، ولا يعطون أجسامهم ما تستحقه من راحة مناسبة.
مثل هذه التقارير كانت كافية ليجد ملوك بريطانيا السبب المهم لمنع كرة القدم في البلاد على الجنود وغير الجنود.
وعلى مدى أكثر من 100 عام، كانت فرق الموسيقى الملكية المختصة بالإعلان عن المراسيم الملكية، تجوب الشوارع والأحياء والميادين العامة من حين إلى آخر، وهي تعلن على أصوات قرع الطبول أن لعب كرة القدم، لهو شيطاني، ومن يضبط وهو يلعب الكرة سوف يقدم للمحاكمة ويكون عرضه للسجن.

شاهد أيضاً

بلدي زليتن يناقش إزالة التعديات على خط الغاز

ناقش عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي، آليات إزالة التعديات على خط الغاز الممتد من مصنع …