منصة الصباح

عقدة «دائرة الذهب»

فتحية الجديدي

قد تحقق جزيرة الذهب حلمًا أو مجموعة من الأحلام، وتبلغ صاحبها مرحلة الانتشاء وتحقق الأهداف التي يبتغي قد تمنح الانطلاق صوب حلم جديد وربما مكاسب مادية أيضًا أما ما يسمى «بدائرة الذهب» – و هي الزواج – فيمكن أن لا يتجاوز مساحة باردة أو خانقة أو ميتة، مهما كان بها نوع الحياة فيها. . وجدت بعضًا من اللوم من بعض الصديقات، عندما تكلمت معهن حول هذه الدائرة التي تعكس بعض الحقائق المؤسفة الموجود لدى الكثير من النساء إذ أصبحت المرأة خاصة في المجتمعات الضيقة تكرس قيمة هذه العلاقة بشكل استعبادي وليس بشكل ارتقائي، فالمفترض أننا مرتبطون بقيم جميلة وسمحة تمنحنا احترامًا لأنفسنا وترسخ آدميتنا، لكن العودة إلى خانة العبودية تحت مسمى الزواج أو كم قراريط من الذهب يمكن أن ننال لقاء هذا الارتباط وهذا ما تعانيه نسوة عدة يرفعن عقيرتهم محذرات في كثير من الأحيان (ما تنسيش انك متزوجة ) وكأن الأمر بات عقاباً لهن.

قالت لي (م) حتى الرقص والغناء ممنوع وبعض المظاهر الحياتية حرمت منها لأنني متزوجة ويفترض أن أكون «رزينة»! والصديقة (ن) اضافت.. أثناء خروجي مع أبنائي لا يسمح لي حتى بالجري واللهو معهم ولا الاستمتاع بأي شكل من الأشكال، وفي بيتي مع أهلي – بكل أسف – لسبب بسيط مفاده أن «هذه المتزوجة» لا يسمح لها القيام بأشياء تحبها!. .

بذلك باتت الموسيقى حكرًا على أشخاص خارج هذا الإطار وصنيع هذه الدائرة المقيدة هو ما جعلني أتحدث عن بعض المآسي التي تتعرض لها نسوة ينوء حمل كل ما يعانينه على أجسادهن الهزيلة فيظهر اضطراباً وأمراضاً ومعالم شيخوخة.. إن العلاقة التي يفترض أن تكون سوية وتمثل قنطرة للانتقال من مرحلة إلى أخرى أضحت سجناً تقمع داخله بلا هوادة الحريات ويمنع أن تقدم فيه مساحات أو فضاءات جديدة ، فالفتاة عند أهلها تسير على نمط متحفظ تفرضه مجموعة من الضوابط الأسرية، وعندما يصبح لها كيان مادي يتمثل في بيتها ويصبح فيه مجموعة امتيازات في المقابل تظل هناك مجموعة دوائر لا تستطيع الخروج منهم بإيعاز من المجتمع ومنهم الزوج! ..وبدون أي ضمانات يطلب منا الدخول بهذه الدائرة وكأن البقاء دونها عيب أو حرام للأسف الشديد، وحتى من باب الاطمئنان لا يعطي الأحقية لأي كان أن يجبر طرفاً في خوض غمار تجربة غير موفقة بالمعايير الموجودة في الواقع.. ما أطرحه لا يعتبر هجوماً على الزواج بمجمله لكنني لا أريد أن أكرر مآسٍ وقع فيها غيري وفي الحياة سعة من ذلك والدين والقانون والمنطق الإنساني يوفرون للإنسان – أنثى وذكراً – براحاً من الحرية ما لم يطل المبادئ ولم يخرج من عقال المسؤولية الشخصية..

أعلنها صراحة أنني ومثيلات كثر راضيات بشكل الحياة التي نعيش فأحيانا نرتوي من قنينة ماء صغيرة ونشعر بالعطش ونحن نقف على بئاوأجزم أن أغلب من أحطن بالدائرة الذهبية متعطشات لبعض من حريتنا ..المهم (دكان مسكر ولا كرية مشومة).

شاهد أيضاً

ضبط امرأة نيجيرية بحوزتها 2 كيلو غرام من مادة الكوكايين بطرابلس

تمكنت قوات اللواء 444 قتال من ضبط كمية كبيرة من مادة الكوكايين تقدر بـ 2 …