عبدالرزاق الداهش
هل سمعنا بمهرب بشر أو حشيش يمكن أن يتعامل بوسائل الدفع الإلكتروني؟
وهل هناك من يأخذ أو يعطي رشوة ببطاقة أو بحوالة مصرفية؟
هل هناك تشكيلٌ عصابي يحتجز رهينة ويطلب فدية بصك؟
لعله في ليبيا فقط تُشترى مزرعة، أو عمارة، أو مستشفى، بملايين الدنانير “كاش”، وقنطار دنانير في صندوق سيارة “تويوتا”!
ما مصدر هذه الأموال؟ مخدرات؟ تهريب بشر؟ تجارة أعضاء؟ إرهاب؟!
لا أحد يعرف المصدر، ولا حتى من يسأل: من أين؟
الكاش هو الملاذ الآمن للجريمة المنظمة، ولسوق المخدرات، ولتهريب البشر، وللمتاجرة بالأعضاء، ولتبييض الأموال.
ولهذا، فالدفع الإلكتروني أهم من كونه علاجًا لشح السيولة؛ إنه إغلاق لمنافذ الفساد، والجريمة، والكسب الحرام.
أوراق البنكنوت بدأت تختفي في العالم أمام انتشار وسائل الدفع الإلكتروني، وهاتفك هو بنكك.
تطوف مدينة بحالها، ولا تجد من يأخذ منك دولارًا أخضر، إلا عامل المقهى كبخشيش، وأحيانًا يتركه على الطاولة.
الحل في الانتقال إلى الدفع الرقمي هو إنتاج شبكة حوافز، بما في ذلك فرض رسوم أكثر على صرف الكاش أو إيداعه.
من الآخر: الدفع الرقمي، في تقديري، ينبغي التعامل معه كمشروع وطني.
نحن بحاجة إلى أن ننتسب لهذا العصر، ونتطبع معه، ونردم الفجوة الرقمية مع عالم يعيش نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.