منصة الصباح

دوائر

براح
محمود البوسيفي
_______

دوائر

هذه دعوة لقراءة أخرى لما تشهده ليبيا منذ أكثر من عقد، نتخيل هنا ما هو واقع حقا من وجود دوائر تتقاطع وتتشابك وتتباعد.. الدائرة الأولى هي الدائرة المحلية، والثانية هي الدائرة الإقليمية، و الدائرة الثالثة هي الدائرة الدولية. تشترك جميع الدوائر في الانشغال (….) بليبيا ،إضافة إلى انها تعاني جميعها من مشاكل لعل أهمها الانقسام في المواقف المحمولة على تضارب المصالح، أكثر الدوائر هشاشة هي للأسف الدائرة المحلية بسبب الانقسام في المجالس التشريعية والتنفيذية، فضلا عن المؤسسة العسكرية والأمنية والمصرفية، ويأتي في هذا الإطار تصريحات تنسى وليامز الأخيرة بشأن ارتباط السياسي الليبي بالخارج. وتغليب الشخصي على الشأن العام، وهو ما أكده سلفها غسان سلامة في أكثر من مناسبة، هذا مع عدم إمكانية تجاهل حالة العسكرة، الدائرة الثانية وهي الإقليمية ( بما في ذلك دول الجوار) تعاني هي الأخرى من تضارب مصالح اقطابها َمما استدعى بروز خلافات أكدت انقسامها وبالتالي تبعثر دورها الذي يدفع بالتناوب بينها على الفعل الاقوى، لا تختلف الدائرة الثالثة وهي الدولية ( بعثة الأمم المتحدة، المجتمع الدولي) كثيرا عن الدائرتين المحلية والاقليمية في مشكلة الانقسام في إدارة الأزمة. والسبب دائما هو الرغبة في الابقاء على الأمر في حالته الراهنة، بحجة ان ليبيا لا تتصدر سلم أولويات تلك المجموعة ( عدم اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على موقف واحد.. مثلا).
النتائج كارثية، حيث يدرك الجميع أن لقاءات برلين وباريس وروما وجنيف.. ومعها اجتماعات أبوظبي والقاهرة وتونس والجزائر والكونغو والمغرب هي لاختراع ( التسويات) وليس ابتكار ( الحل).. والحل كما هو لوجه الله تعالى ووجه الوطن الغالي لا يكون ولن يكون بأي حال من الأحوال إلا ليبي من الألف إلى الياء.. الشعب الذي هو الخاسر الأكبر هو من يملك قلب المعادلة وتغيير معطياتها.. وتعويض خسارته الباهظة، والشروع في بناء الدولة المدنية الديمقراطية المستقلة ذات السيادة الكاملة.

شاهد أيضاً

نَظْرَةٌ نَاقِدَةٌ لِلْعَمَالَةِ الْوَافِدَةِ

باختصار الدكتور علي عاشور أصبح (كوبري العمال) و(جزيرة العمال) من المعالم المعروفة عند الليبيين وساكني …