منصة الصباح

المأزق الصهيوني

المأزق الصهيوني

مفتاح قناو

كانت دولة الكيان العنصري الغاصب لفلسطين طوال عمرها تعتمد على الحروب الخاطفة، ذات النهايات السريعة والحاسمة لمصلحتها، يستوي في ذلك إن كانت الحرب بقدراتها الذاتية أم بتدخل القوى الكبرى لصالحها، كان ذلك واضحا في دعمهم لها في عدوان 5 يونيو 1967م، كما كان ذلك واضحا بتدخلهم في منع تقدم القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973م.

في هذه الحرب الدائرة حاليا بين العدوان الصهيوني الغاصب وحركة حماس الفلسطينية، انزعج حلفاء دولة العدوان بشكل كبير وهرعت أمريكا مسرعة بأكبر حاملة طائرات في العالم، وأعلنت تضامنها المطلق مع ما تفعله دولة العصابات الصهيونية مهما كان حجم العمل ضد الفلسطينيين.

لكننا قد نستغرب ونطرح بعض الأسئلة، لماذا كل هذا الانزعاج ؟ هل دولة العصابات الصهيونية ضعيفة إلى درجة أنها تخشى مقاتلي حماس ؟

لقد حاولت دولة الكيان العنصري طوال العقود الماضية التأكيد على أنها الكيان الأقوى على الإطلاق، وأنها تستطيع ردع كل الدول الإقليمية مجتمعة، وأنها لا تلقي بالا للكيانات الصغيرة مثل حماس أو حركة الجهاد أو غيرهما، فما الذي تغير ؟ وما هو المأزق الصهيوني الحقيقي ؟

المأزق الصهيوني الحقيقي يكمن في نقطتين:

النقطة الأولى هي الجغرافيا.

المساحة والموقع الجغرافي لدولة العصابات الصهيونية صغير ومتداخل وحدودها مشتبكة مع مجموعة من الدول والكيانات العربية المعادية لها وهذا يجعل مساحة المناورة لها ضيقة والجبهات متعددة، وهي تعرف ــ برغم محاولات التطبيع مع الحكومات ـــ أنها في محيط معادي من الشعوب التي لها الأثر الكبير على حكوماتها عندما يصل الأمر إلى فلسطين وبيت المقدس، كذلك فالموقع الجغرافي لا يسمح لها مثلا باستخدام الأسلحة النووية، إلا إذا قررت الانتحار، وهذا احتمال بعيد جدا.

النقطة الثانية هي طبيعة الإنسان الصهيوني.

المواطن في دولة العصابات الصهيونية ( مواطن وافد ) أي أنه ليس من أهل البلاد الأصليين، وتوضح التقارير والدراسات بأن 75 % من مواطني دولة الاحتلال الصهيوني لديهم جوازات سفر لدول أخرى، أي أنهم مزدوجي الجنسية، ويمكنهم مغادرة البلاد في أي وقت، ولهم مستقر وإقامة في دول أخرى، في الغالب هي الدول التي قدموا منها، كما أن هذا المواطن الصهيوني يؤثر السلامة الشخصية عن كل شيء، حتى أن كثير منهم غادروا البلاد في الأيام الماضية بانتظار انتهاء الحرب ليعودوا إلى فلسطين المحتلة، ولا يملك مثل هذا المواطن قيم التضحية والفداء من أجل الوطن كما هو الحال عند شعب غزة الصامد المستعد للتضحية بكل شيء في سبيل الوطن.

مازالت الحرب مستمرة، ومازال العجز الصهيوني ــ الذي وعد به في أيام قليلة ـــ على اقتحام قطاع غزة قائما، ومازال المقاتلون من حماس يلقنون العصابات الصهيونية دروسا في فنون جديدة للقتال يبدعونها من أنفسهم بتخطيط عسكري سليم.

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …