منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
مع قهوة الصباح:
بقلم : د . المهدي الخماس
منتدى التعليم الطبي وعضو هيئة التدريس السريري
ياجماعة الخير العلم يتقدم في كل المجالات. التعليم الطبي ليس استثناء. فزعة الفارس على حصان واغاني العلم لاتغني عن تعليم طبي جيد. نعم تعليم طبي جيد باش تحافظ على الفارس وعلى الحصان وعلى شاعر أغاني العلم. التعليم الطبي الجيد تقابله تحديات ضخمة. بعضها قابل للحل وبمجهودات بسيطة وبعضها معضلة مزمنة ومعقدة وتحتاج نقاش وحوار واستعانة بخبراء مع صبر وإرادة.
عضو هيئة التدريس جزء رئيسي في عملية التعليم. فهو لايستحق الشنق وإنما يستحق التأهيل المناسب والمرتب الكافي والتعليم المستمر والبيئة المشجعة للبحث والتعليم. وعندما يكون عضو هيئة التدريس غير معترف به أساسا. الجامعة تلفظه وترفض دفع تكاليف النشر. والوزارة تعتقد أنه يجب أن يكون حاملا لشهادة الماجستير أو الدكتوراة ليكون مؤهلا لتدريس مادة الباطنة والجراحة مثلا. فلا تتوقع من الكثير. فهو عرضة للإكتئاب وعدم الإنتاج.
عضو هيئة التدريس السريري في ليبيا بدون شك مظلوم ووظيفته غير مفهومة. لاألوم المسؤولين على عدم فهمه. ففي ديوان وزارة التعليم العالي لاتوجد إدارة للتعليم الطبي. توجد لدينا عشرات من الكليات الطبية ولاتوجد لدينا إدارة للتعليم الطبي بالوزارة تدير أمور التعليم الطبي بخبرة ومهارة علمية صحيحة.
مركز ضمان الجودة وإعتماد المؤسسات التعليمية قام مشكورا بإنشاء إدارة تقييم وإعتماد الطبيات ونتمنى أن تحذوا الوزارة حذو المركز وتنشئ هذه الإدارة.
من الطبيعي أن يكون الوزير منصب سياسي أو بالمحاصصة في ليبيا. ومن الطبيعي أن يكون الوزير ليس خبيرا بالتعليم الطبي. والطبيعي كذلك أن يكون حوله الخبرات الطبية السريرية التي تفهم في هذا المجال وطرق تطويرة. ولكن ليس من الطبيعي أن يستنجد الأعمى بزميله الأعمي ليقوده في الشوارع المزدحمة.
الطبيب السريري يقوم بعمله المتكامل وهو العناية بالمريض ومحاولة شفائة والتخفيف عنه من أعباء المرض وأثار الإعاقة وغيرها. ويقوم بالتدريس على مستوى طالب الطب الذي يجتهد ليصبح طبيب ويدرس كذلك على مستوى الطبيب المتخرج الذي يجتهد ليصبح أخصائيا. وبالتالي فهو يقوم بوظيفتين مختلفتين وعلى أكمل وجه وبكل سرور. ومطلوب منه فوق ذلك البحث العلمي والنشر. على أقل تقدير يكون مرتبه بالمستشفى ضامنا لكرامته مضافا اليه علاوته المستحقة بمجال التدريس والبحث.
نعم نحتاج تنظيم التدريب وإضافة العلوم الجديدة والمهارات المختلفة وهذا أيضا يحتاج الأستاذ السريري ليطوره لنا. ومن يرغب في زيادة العلم والبحث ويرغب في تحضير الماجستير والدكتوراة فله من الجميع العرفان والشكر والدعاء له بالنجاح والتوفيق.
دمتم بخير
الدكتور المهدي الخماس
الخميس 22 يونية 2o23
