منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
فتحية الجديدي
سارعنا في الإفصاح عن مكنوناتنا وسرد خيباتنا وإفشاء بعض من أشباه الأسرار بعد أن وقع اختيارنا على أحد أماكن الفضاء العام بشط مدينتنا طرابلس ، وكانت المساحة – المخصصة للعائلات والشباب – نظيفة ومجهزة بمقاعد خشبية تشبه مقاعد الحدائق العمومية, وقد كسا أرضيتها إسفلت خصص لرواد المكان من الشبان والفتيات الهواة في ممارسة لعبة التزلج ” الإسكوتر “؟
اخترنا لجلوس بجانب المدخل ليتسنى لنا الحديث بأريحية ربما تأخذنا إلى رفع الصوت والجهر بما يعترينا من قلق داخلي سببه الانكسارات الاجتماعية المتتالية في مجتمع يعاني من عقد وصلت به حد البؤس ! ناهيك عن ظرف البلاد الذي نمر به جميعًا وانعكاسه سلبا علينا, ما تسبب في توجس وترقب مخيفين كبلا أحلامنا في استقرار لا تشوبه المخاوف وأمنيات لا تغتالها الإقصاءات, ففي النهاية نحن بشر يمتلكون بين جوانبهم أمنيات صغيرة،
وقبل الاسترسال في الحديث أخذتنا لحظة صوبنا فيها ناظرينا نحو أطفال يفترشون الأرض بسعادة ويحسبون أن ذويهم يشاطرونهم الفرح, فأضاء ذلك في أنفسنا فرحة وأمدنا بشجاعة للمضي قدمًا في بوحنا.
أنا وشقيقتي حملنا بعضا من بقايا الماضي وكوبين قهوة مرة وحقيبة لا تحمل إلا ذكريات سارعت للنطق بها عندما سألتني عن ما يحيرها ، هل ردة الفعل العكسية من أشخاص قد لا يستحقون الاهتمام يجعلنا نندم ؟ قلت لها .. ” لم أفهمك ”
أعادت سؤالها .. هل يقابل الخير بالأذية من أناس كنا نعتقد بأنهم جيدون على الأقل ؟
نظرت إليها وسردت لها قصة حصلت تحمل إجابة مفصلة
عدنا لحديت عن المكان وما يحمله من تفاصيل بريئة رغم بشاعة المتسلطين والقافزين على كل السلطات وسالبي الحقوق ، لكن ما شاهدناه كان إيجابيًا ويكفي أن تتواجد في هذا الفضاء عناصر الشرطة لبث الأمن.
آنسنا المكان وفيه نساء يتربعن الزوايا ورجال على مقربة منا وبائعون ينتظرون رزقهم وألعاب تحرك شغب الأطفال، أما البحر الذي كان إطلالتنا فله حكاية أخرى تحتاج إلي سردية متفردة لما له من ملامسة جمالية أضيفت لأمسيتنا غير المرتبة في مدينة اجتمعنا على حبها واتهمناها بالضجر ورميناها بالتهم بأنها لا تسع لنا ، لم يكفنا الوقت وكلانا يفيض بما يخالجه ونتفق على معادلة تجمع الأختين بالبحر وطرابلس هي نتيجة الصحيحة لأنها تستوعب وجداننا بلا عوامل مساعدة.
