* العالم بالفعل يتجه للتعليم التقني ونحن «الله غالب»
*إذا كانت هناك نقابة للمعلمين فليتقدموا بالمسـتنــدات التـــي تجـيــز وجـودهــم
*إلى حد الآن هناك مراقبات تعليم لم تسلم علاوة الحصص للمدارس التي تتبعها
*هل سيقبل المجلس الرئاسي استقالة وزير التعليم أو لا يقبلها ..؟ ليس هذا هو السؤال المهم .
*السؤال المهم هو : متى تنتظم الدراسة؟ .. أما الأهم فهو : متى تكون هناك دراسة؟
فالمشكل ليست فتح المدارس بل الارتفاع بمستوى التعليم، وتحقيق الجودة التعليمية، وكذلك الجدوى من مخرجات التعليم.
هذا الحوار كانت صحيفة الصباح قد أجرته قبل أكثر من أسبوعين عن استقالة الدكتور عثمان عبد الجليل من وزارة التعليم.
بالتأكيد هناك ما على الوزير وهناك ما له، ولكن تظل اجتهاداته، واندفاعته، جديرة بالمناقشة، والاهتمام.
كانت لنا أسئلتنا، وكانت له أجوبته حول جملة من الموضوعات التي تتعلق بالتعليم وضمان سير العملية التعليمية، وعن نقابة المعلمين وشرعية ماتقوم به بعد شرعية قيامها.
وأشياء أخرى مهمة جداً في ظرف تعليمي دقيق جداً.
حاورته : أحلام عرعارة .. تصوير: طلال أبوستة
هل نصل لمرحلة يصبح فيها بداية العام الدراسي معروفاً بالضبط مثل باقي العالم«يوم العودة المدرسية» في العالم المدارس بدأت قبل شهر؟
*إن شاء الله نتمنى ذلك فعلاً لكن هذا دائماً يتوقف على الظروف فمثلاً هذه السنة كانت الحرب مستمرة مما اضطرنا لتوقيف الدراسة بفصل الصيف ونعود لاستكمال الامتحانات والسبب وجود أسباب خارجة عن ارادتنا ونتمنى أن يكون هناك موعد معروف وحدد لبداية العام الدراسي.
نريد أن نسأل في أجواء الكلام عن الاعتصامات. هل إضراب العاملين في التعليم عن العمل سلوك مشروع وقانوني؟
*لاأعلم هل هو قانوني أولاً. أنا أقول ان الاجتماع مشروع، لكن الاضراب أراه ومن جهة نظري غير صحيح الامتناع عن أداء الواجب والتضحية بمستقبل الطلاب إذا كانت لديك حقوق تطالب بها وتحتج بدون شك، لكن الاضراب عن العمل في اعتقادي هذا إجحاف في حق الطلبة والمهنة.
هل وزير التعليم ملزم بدفع مرتبات موظفين امتنعوا عن العمل بل وحتى منعوا زملاءهم من القيام بواجباتهم؟
*المفروض لا، لست ملزماً والصحيح الأجر مقابل العمل وهذه قاعدة لايختلف عليها اثنان تشتغل بمقابل لاتشتغل ليس لديك مقابل وزيادة على ذلك هناك أناس كما أسلفت تمنع زملاءهم من القيام بواجباتهم وهذا أسوأ.
نريد أن نعرف أيضاً هل هناك معرفة حقيقية بالذين يمنعون الدراسة وبالذين منعوا من أداء واجب التدريس؟
*الحقيقة لاهؤلاء من تعلمنا عليهم سابقاً نعرفهم ولم نرهم ونحن نريد الالتقاء بهم لمعرفة ما لديهم من أسباب للاضراب عن أداء واجبهم.
أنت تمتنع عن أداء واجبك بل وتمنع الاخرين وتحرض فعلاً ووضع الاسباب نحن أيضاً نريد معرفتها ونحن لم نتوقف عن السعي لمعرفتهم وكان المفترض اليوم لدينا موعد للقاء مع مجموعة من المضربين عن العمل ولكنهم أمتنعوا عن المجيء والمواجهة وأنا أرى سبب تخلفهم وهم يعرفون أيضاً أنهم ليس لديهم حجة.
هل يملك الوزير الصلاحيات القانونية والإدارية فيما يتعلق بالثواب والعقاب من أجل استمرار العملية التعليمية؟
* نعم- هي ليست سلطة مطلقة ولكن تقديرية، إذا رأى المسؤول أن هناك مايعيق العملية التعليمية أو اعتراض أي فرد على ذلك يقع عليه العقاب سواء أكان عقاباً مادياً أو معنوياً وفي المقابل لكل فرد يسعى لتحسين وتطوير العملية التعليمية من حقه مكافأته ولدينا صلاحية فيما يتعلق بالعقاب والثواب كما ذكرت.
لماذا لايلجأ وزير التعليم للقضاء الإداري لرفع دعوى ضد الرافضين للعمل؟
*في الحقيقة لا، وحتى الآن لم يبدأ الرفض ولكن هذه أقاويل متداولة بين الناس وقد يكون الأمر بسيطاً لايستدعي اللجوء للقضاء الإداري، أنت المسؤول عن العمل وهذا بحكم القانون من يباشر عمله يستمر مرتباته ومن ينفطع عن العمل من حقك كمسؤول اتخاذ الإجراءات اللازمة حياله، وهناك قانون ليبي واضح جداً يوضح عدد أيام الغياب المسموح بها ومن يتعداها تتخذ حياله الإجراءات اللازمة من لفت نظر وخصم من المرتب إذا تجاوز المدة المحددة وغيرها وإن شاء الله لانصل إلى هذا الأمر.
حسب وجهة نظرك هل ماتقوم به نقابة المعلمين هو عمل مشروع يجيزه قانون العمل، وكذلك قانون النقابات؟
*لا، هذا لو سلمنا بوجود نقابة للمعلمين أنا شخصياً لا أعرفها وإلى هذه اللحظة لم أرها ولايوجد إجراء قانوني ولاترخيص أمامي عن وجود جسم اسمه نقابة معلمين إذا كان موجوداً وليس لدي علم وهذا احتمال لو سلمنا بأنه وارد فليس من حقهم توقيف الدراسة من حقهم الاحتجاج ومن حقهم رفع مطالب من يمثلهم، أما أن تمنع الدراسة وإقفال مدرسة تمتنع هذا في حد ذاته يعتبر جريمة، تعترض-تعتصم-هذا خصم أوفصل أو حتى سامحوك فهذا أمر عادي أما أن تقفل مدرسة فهنا خط أحمر هي ليست ضمن أملاكك المدرسة تظل مفتوحة بك أو بدونك أنت مدير مدرسة وساهمت في إقفال مدرسة وأنت لاتريد العمل هناك من تهمه مصلحة التعليم والطلبة.
طيب، هل هناك نقابة حقيقية وقانونية ومطلبية تشكل إطاراً يتضامن من المهني وتحافظ على المهنة؟
*أنا لا أعتقد كما ذكرت ولا أمتلك أي مستندات أو ترخيص لأي نقابة، من لديه أي إجراء فليتقدم لنا ويوضح ما لديه وحتى لايقال أنني غير معروف بهم فتفضل ويعرف بأنهم نقابة المعلمين التي أجازها لهم القانون والتي وافق عليها البرلمان والتي أجازتها الحكومة وهذه أوراقنا ومستنداتنا ونحن الأشخاص الاعتباريين نمثل هذه النقابة وهنا تتضح لنا الرؤية الآن أنا كوزير للتعليم لا أمتلك هذه المستندات والإجراءات ولا أعتقد أنها موجودة بداخلي وإذا لديهم أي شيء فليتفضلوا ويقدموا مالديهم من إجراء.
وهل هناك ميثاق شرف لأعضاء النقابة أي المعلمين ومدونة سلوك، تتضمن كراسة شروط للسلوك المهني على الأقل مثل العالم؟
*لا أعلم عن وجود النقابة حتى يكون لها ميثاق شرف وكما أسلفت إذا كانت هناك نقابة فليتقدموا بالمستندات التي تجيز وجودها.
هناك من يقول إن رسوم عضوية النقابة لاتدفع طوعاً بل يتم استقطاع قيمة الاشتراك من الوزارة لصالح النقابة وبصورة لاتبدو قانونية.؟
للأمانة لست متأكداً كم قيمة الخصم كما نعلم أن الخصومات في المرتبات أشياء متداولة منذ سنين، أما هل هناك ضريبة للنقابة أنا لست متأكداً وسوف أتقصى عن الأمر.
من خلال عملكم–هل قامت النقابة في سياق المحافظة على شرف المهنة بفصل أي معلم أرتكب سلوكاً لايليق بهذه المهنة العظيمة كالمساعدة على الغش أو تسريب الأسئلة على هذا النحو؟
*أبداً لم أسمع إلا عند بداية كل عام دراسي عن خلق فوضى ولتعطيل سير العملية التعليمية ولم أسمع عن قيامهم بأي إجراء لمساعدتنا وقد تكون لها إجراءات في هذا السياق مع المراقبات في مناطق أخرى ولكن معنا نحن كوزارة تعليم لم نر شيئاً.
هل فكر التعليم في استثمار مثل هذه الاعتصامات أو الاضرابات في ترشيد عدد العاملين في التعليم تحت شعار العمل بمن يعمل؟
هو من المفترض تطبيق هذا الشعار العمل بمن يعمل ومن لايريد العمل هو حر ونحن إلى الآن لسنا متشائمين وما يقال عن وجود اعتصامات وان وجدت فالعدد محدود ونحن لم نفكر في إستغلاله كظرف للتخلص من العمالة الزائدة فى التعليم وهدفنا فى الملاك هو عملية تنظيمية ولمعرفة من هم الأناس التربويين أى شخص لديه أي شهادة تربوية ومتعين فى التعليم سيبقى في التعليم حتى وإن كنا بحاجة لخدماته وحتى إن كان زائداً عن الملاك هو تربوي وينتمي للقطاع، سوف يبقى فى التعليم وفي تخصصه غير ذلك في المستقبل سوف ينظر فى أمره وكيف يمكن أن يمارس عمله فى مجال تخصصه وهذا أفضل له من البقاء على المرتب الأساسي فى مجال التعليم .
هل قامت وزارة التعليم بإجراء التحقيقات اللازمة بشأن صرف علاوة الحصة إلى مستحقيها من المعلمين وفى وقتها هناك من يقول أن الإدارة تريد إفشالها؟
* صحيح أن هناك تأخراً ولكن ليس من الادارة التأخر دائما من المراقبات ـ ماذا يحدث هنا..؟ ماهي علاوة الحصة ..؟ هي من الأساس تأتي من المدرسة مدير المدرسة أو الشخص المسؤول الذي يملأ النموذج الخاص بعلاوة الحصة للمعلم تتضمن اسم المعلم بالحصص التي أعطاها واسم الفصل وعدد الحصص، ومن ثم يتم جدولتها ويتم التوقيع عليهم من قبل مدير المدرسة ومراقب التعليم ومكتب التفتيش التربوي وتحال للإدارة هنا للتنفيذ فالتاخير يحدث فى مراقبات التعليم وإلى الان هناك مراقبات لم تسلم علاوات الحصص للمدارس التى تتبعهم فلا اعتقد أن الادارة هنا تعترض على علاوة الحصة فالادارة هنا وجدت لتنفيذ هذا الانجاز؟
سؤال ينبغي أن نطرحه على المعلمين ولكن نريد منك إجابة عليه..
هل الطلاب هم أبناء وزير التعليم وحدة أم أبناء الشعب الليبي؟
* بالتاكيد هم أبناء الشعب الليبي، أبناؤنا ومسؤوليتنا جميعاً ويجب أن نفكر معاً عن كيفية تلقينهم التعليم الأمثل والاجراء الافضل وبدون تمييز.
وهل حرمان الطلاب من الدراسة هو عقاب للوزير أو الحكومة أم عقاب للطلاب واضرار بالامن القومي؟
* هو حرمان للطلاب وليس عقاباً للوزير فأنا لن يطالني بشيء ولكن عندما يحرم طالب من الدراسة هو إضرار بالطالب وتهديد للامن القومي للدولة وهذا شيء غير مقبول في شخصى لن يضرنى في شيء إنما سيلحق الضرر بالدولة والطلاب وأولياء أمورهم.
ـ هل الحكومة أحرص على الطلاب من المعلم (الذي كاد أن يكون رسولاً) ..؟
لا، المعلم أحرص بالتأكيد، وبهذه المناسبة هناك الكثير من المعلمين الأجلاء المخلصين الذين لديهم ثلاثون وأربعون سنة أفنوا أعمارهم وأعطوا كل مالديهم ومازالوا يعطون وأعطوا في ظروف أسوأ من وقتنا الحاضر، والمرتبات كانت ضعيفة جداً، والجهد كان أكبر من الآن ومع كل هذا مازالوا مستمرين في العطاء ومؤمنين برسالتهم، ورؤيتهم لطلابهم يتخرجون ويصلون إلى أعلى المراتب ليكون هذا فخراً واعتزازاً لهم، هؤلاء مازال فيهم الخير ومازالوا موجودين وهم كثيرون، ونحن لسنا أحرص منهم على الطلبة، نحييهم ونقف إلى جانبهم.
لنفترض أن الأموال التىتنفق كمرتبات للمعلمين وزعناها على الطلاب لتدفع مقابل تعليمهم ألا يجعلنا ذلك نوفر لهم أفضل معلمين وأفضل بيئة تعليم لتحقيق أفضل جودة؟
* فكرة، ولكنها صعبة التنفيذ لو أن المرتبات التي تصرف على المعلمين أعطيت للطالب وهو بدوره يدفعها مقابل تعليمه، بالتأكيد ستكون الجودة أفضل، فكل طالب سيبحث عن الأفضل لتلقي التعليم، ولكنها كفكرة صعبة التنفيذ، نظرياً أفضل ولكن عملياً مستحيلة .
ـ مادمنا تكلمنا على الجودة، لماذا الكلام دائما على المرتبات مع يقيننا أنها ضعيفة وحتى بائسة، لماذا ليس هناك كلام عن جودة التعليم؟
* نحن دائماً نتحدث عن الجودة وما نقوم به من إجراءات هذا كله من أجل تحسين جودة التعليم، أما فيما يخص المحتجين فالاحتجاج دائماً على المرتبات وليس عن كيفية رفع جودة التعليم، نتمنى أن نصل إلى درجة من الوعي للتركيز على الأمور الجوهرية كالجودة، بدلاً من الاحتجاج على المرتبات.
هل تعرف سيادة الوزير أن التعليم في ليبيا خارج تصنيف (دافوس) لجودة التعليم ماذا يعني لكم ذلك؟
* تصنيف (دافوس) ليس دقيق وليس معيار ولكن بدون شك ليبيا متاخرة عن الدول الاخرى بشكل كبير وهذا ليس وليد اليوم، بل هو نتاج تراكمات لسنوات مضت وسينتج عنها ضعف فى التعليم وأيضاً هناك نقص بيانات واحداثيات وخروجك من أي تصنيف لايعني أنك سيء ولكن يرجع لعدم اعطاء المعلومات الكافية وهذه كانت مشكلة بالنسبة لنا والان ومن خلال اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم نتواصل مع كل المنظمات ونقوم بتزويدهم بكل الاحصائيات وأعتقد أن هذا سيحدث فرقاً سريعاً ليس لاننا حسنا التعليم بشكل سريع بل لاننا أعطينا بيانات ومعلومات.
العالم كله يتحول إلى التعليم التقني والمهني ونحن ننظر له بازدراء.. متى نرى سبعين بالمئة من طلابنا في التعليم التقني؟
* نحن هدفنا دائماً ثمانون بالمئة، ونتمنى ذلك فعلاً، العالم كله يتجه للتعليم التقني ونحن « الله غالب» ثقافتنا تنظر إليه بأنه حان الوقت للتخلص من هذه النظرة، هذه نظرية وهذا يحتاج إلى وقت ونتمنى أن نرى هذا النوع من التعليم يستهدف ثمانين بالمئة من طلابنا.
لماذا التركيز فقط على ضبط الامتحانات رغم أنه معهم..؟ لماذا لايتم الاهتمام بضبط المدخلات قبل المخرجات؟
* نحن نسير فى هذا الإتجاه بتوازن، هناك أشياء تخرج سريعاً وغيرها نحتاج إلى وقت ونحن نهتم دائماً بضبط المدخلات والمخرجات معاً.