بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
هل تمكن الثنائي الروسي التركي من سحب الملف الليبي المرمي في أدراج القوى السياسية؟
هل شكل التحرك الروسي التركي لاحتكار الموضوع الليبي استفزازا للأوروبيين، المنقوصين من إرادة واحدة؟
هل استطاع قادة القارة العجوز، إعادة دحرجة الملف الليبي، إلى البيت الأوروبي عبر بوابة برلين، وبقوة دفع الماكينة الألمانية؟
هل هذا الانشغال، والاهتمام الدولي المفاجئ، وهذه الجدية المستجدة، بالملف الليبي، سببها صراعات النفوذ الجيوسياسية؟
هل ينجح الأوروبيون في تحقيق السلام في ليبيا، بعد أن كانوا يبتعدون عن الحل ويغنون له؟
وهكذا رياح من الأسئلة متغيرة الاتجاه، نطرحها نحن الليبيين، وقد صرنا محللين، ومشرحين ومفسري کلام، ننتظر من المتدخلين سلبا، أن يتدخلوا إيجابا، ولكن لا ننتظر أن نكون نحن الإيجابيين.
صحيح مشكلة ليبيا هي مآلات تدخل خارجي، ودول خارجية لم تبخل بالسلاح، ولا بالمال، ولا بالتحريض.
ولكن هل كان يمكن لأي دولة أن تستوطئ حائط الليبيين، بدون تمهيد، وتجاوب من الليبيين أنفسهم؟
ليبيا ليست بلدا لأي شعب في العالم عدا الشعب الليبي، الذي هو نحن، من الماء إلى الصحراء.
كل عمود كهرباء يسقط في ليبيا هو خسارة لكل الليبيين، وكل نخلة تشتعل فيها النيران بليبيا هي خسارة لكل الليبيين ، فماذا عندما يسقط شباب ليبيا، ورجالها، وأطفالها؟..
لا يليق بليبيا أن تنتظر السلام من الشرق، ومن الغرب، ومن السماء السابعة، ومن يصنعون الحرب هم ليبيون.
أي سلطة؟ وبأي طعم، تكون فاتورتها موت أكثر من ثلاثة آلاف ليبي، وجرح قرابة السبعة آلاف، ونزوح 150 ألف ليبي، وأرقام كارثية.
مشكلة ليبيا أن هناك ليبيين أكثر عداوة لها، من كل الأعداء.