منصة الصباح
هاشم شليق

الوقوف عند مفترق الطرق!

هاشم شليق

منذ زمن قررت النرويج استثمار إيرادات النفط في صندوق سيادي إسمه صندوق التقاعد النفطي..قيمته اليوم 1.3 تريليون دولار وهو قادر على تأمين اقتصاد مستدام للدولة دون نفط ودون استدانة..

في حين أنه لا يمكننا فعل ذلك إلا بجذب الإستثمار الصناعي الأجنبي قبل كل شيء..فلما لا تشييد مصانع صغيرة لتجميع الإلكترونيات فالدول التي تستثمر في التدريب والتكنولوجيا ترتقي تدريجيا نحو تصنيع أكثر تقدما مثل بدايات فيتنام وماليزيا..

وعادة تكون المصانع تابعة لشركات أجنبية أو متعددة الجنسيات أو مصانع تُقام عبر شراكات بين مستثمرين أجانب وليبيين..

تنتج سلعا في ليبيا لكن منشأ العلامة التجارية أو التكنولوجيا من خارج البلاد..مثلما يحدث في المغرب التي تظل مقصدا لصناعة السيارات لإنخفاض تكاليف اليد العاملة..

أمامنا كذلك كمنشأ الصناعات الغذائية والتعبئة والغرض استبدال الواردات بمنتجات محلية..ولا ننسى مصادر طاقة الشمس والرمال والرياح وكذلك المعادن وحتى الثروة السمكية والتمور والتين والزيتون..

بمعنى إشراف أجنبي اليوم نحو خبير ليبي غدا..إذن في زمن العولمة يكمن التفكير خارج الصندوق في العمل الإنتاجي وليس في التلقين الإستهلاكي..

لابد اليوم من إدارة دفة النفط والغاز لتحقيق الإكتفاء الذاتي لأن الوقود الأحفوري يظل رهينة تطرف التغير المناخي ومصير أقطاب الصراعات الجيوسياسية حتى على مصادر المياه..وقبل أن يأتي يوم تحل فيه بدائل مرغم أخاك لا بطل..

كما أن وقوفنا في هذا الصدد عند مفترق طرق التاريخ يجعل الأجيال القادمة تنتظر بفارغ الصبر اختيار اتجاه عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد..

شاهد أيضاً

صندوق النقد: استمرار الإنفاق غير المقيد يشكل ضغطاً على سعر الصرف

صندوق النقد: استمرار الإنفاق غير المقيد يشكل ضغطاً على سعر الصرف

الصباح/ وكالات أكد صندوق النقد الدولي أن، الأولوية القصوى للسياسة الليبية تتمثل في التوصل إلى …