بقلم /سليم يونس
إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة»؟
انفصام…!
«دعا القيادي في حركة حماس الدكتور ماهر صبرة، خلال كلمته عقب مسيرة جماهيرية في مدينة غزة، «السلطة الفلسطينية إلى إطلاق أيدي أبطال الضفة الغربية ليعبروا عن صوت فلسطين الحر الرافض للصفقة ونصرة للقدس والأقصى».
مشاكسة…
لماذا هذا الخطاب الموجه للسلطة من قبل حركة حماس فيما هي تتهم السلطة صباح مساء أنها متخاذلة وتنسق أمنيا مع الاحتلال؟
ثم لماذا لا تختصر حماس الطريق وتوعز إلى جمهورها وأعضاء تنظيمها في الضفة أن يشكلوا قاطرة الفعل الكفاحي ضد الاحتلال بدل أن تطالب السلطة بذلك؟ ثم ما معنى أن تطلب من السلطة إطلاق يد أبطال الضفة لمقاومة الاحتلال؟
فهل مقاومة المحتل الغاصب تحتاج إلى إذن من أي جهة؟
وهل السلطة هي المقرر فيما يتعلق بتنظيم حماس وجمهورها حتى تسمح أو لا تسمح لهم بممارسة واجبهم الوطني؟
لكن أليست مفارقة أن تطالب حماس السلطة بإطلاق يد المقاومة؛ فيما هي تكبل يدها في غزة؟
ثم ألا يشكل إعلان مسؤول في وزارة الحرب الصهيونية، عن التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد مع حركة «حماس» بعد جولة توتر جديدة حول قطاع غزة نوعا من الانفصام؟
ثم إذا كانت السطلة تكبل يد أبطال الضفة فلماذا لا تطلق حماس التي تحكم غزة اليد لممارسة هذا الفعل الكفاحي من القطاع بدل اللهاث وراء التهدئة مع الاحتلال؟
الاستخذاء…ّ!
«قال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو» أقوم بتطوير اتصالات مع الدول العربية والبلدان الإسلامية، وأستطيع أن أخبركم، أن عدد الدول الإسلامية أو العربية التي لا تربطنا بها علاقات عميقة، هي دولتين أو 3، وأضاف» أنا أخبركم بما هو فوق السطح فقط».
مشاكسة…
هل إعلان نتنياهو من باب التباهي بأن أقوال وبيانات الدول العربية والإسلامية لا تعكس الواقع الفعلي وهي تتحدث عن نصرة الشعب الفلسطيني؟
لكن لماذا يفضح نتنياهو علاقات كيانه مع الدول العربية والإسلامية؟ هل هي من أجل تطبيع العقل العربي والإسلامي الشعبي الذي لازال بحسه الإنساني والقومي والديني يعتبر الكيان الصهيوني كيانا مغتصبا لحقوق الفلسطينيين يجب تصويبه؟
أم أنها رسالة للفلسطينيين أنكم تقفون وحدكم، فيما الدول العربية والإسلامية تتهافت من أحل علاقة مع كيان الاحتلال؟ ثم ألم يشكل موقف رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان مثالا صارخا على ذلك التهافت المجاني؟
لكن إذا كانت مواقف الدول العربية والإسلامية كما يقول ونحن نصدقه، لأن الوقائع تقول ذلك، لم لا تعلن تلك الدول ذلك جهارا نهارا، فما الذي تخشاه؟
هل هو خشية من بقية غضب لدى الشعوب؟ أم أنها تخجل من إعلان ذلك لأنه بمثابة بيع مجاني لقضية والعرب والمسلمين وكل أحرار العالم لصالح كيان عنصري إحلالي وجوده مؤقت؛ مهما توهم البعض أنه قوي بما يكفي للبقاء طويلا؟
لكن هل يفت هذا الاستخذاء العربي والإسلامي في عضد الشعب الفلسطيني، بالتأكيد كلا وألف كلا؟