منصة الصباح

مُشاكسات

بقلم  / سليم يونس

إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة  التي ربما  لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة  السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة؟.

تبرؤ…!

«نفى وزير الدفاع الإيطالي مغادرة الطائرات بدون طيار قاعدة إيطالية أدت إلى مقتل قاسم سليمان». «وبدورها نفت الكويت إقلاع الطائرة التي قتلت سليماني من أراضيها»

مشاكسة…لماذا يحاول البعض التبرؤ من تبعية وجود القواعد العسكرية الأمريكية في أراضيها؟ وهل أصبحت الآن عبئا على مستضيفيها خشية زج هذه الدول كشركاء في تنفيذ القرارات الأمريكية الخاصة بها وحدها؟ وهل كشف اغتيال قاسم سليماني، أنه من الحماقة المراهنة على صدقية الولايات المتحدة في مثل هذه الحالات؟ ثم هل هذه القواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا والخليج العربي في خدمة مصالح أمريكا أو تلك الدول إذا ما تضاربت نلك المصالح؟ ثم لماذا هذا الخوف أو ربما الذعر من قبل تلك الدول من رد الفعل الإيراني إذا كان قاسم سليماني حقا داعما للإرهاب في العراق وسوريا، كما تدعي واشنطن؟ ثم هل القوى التي تتصدى للاحتلال الصهيوني أو الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003 في العراق، ثم تنظيم داعش، قوى إرهابية؟ وأن دعمها هو دعم لقوى إرهابية؟!!! ثم لماذا تتواجد أمريكا في العراق وسوريا؟ ألا يشكل وجودها في حد ذاته عدواناً واحتلالاًس واجب المقاومة، شرعتها كل القوانين بما فيها ميثاق الأمم المتحدة؟ ثم ألا يمكن للبعض أن يرد الاتهام إلى الولايات، وهو أنها هي من يمارس الإرهاب، الذي يتكئ على فرط القوة باعتبار ما تقوم به هو إرهاب دولة موصوف؟، ثم إذا كانت «تريد تهدئة التوتر في المنطقة» حسب الرسالة التي نقلها وزير خارجية عمان إلى طهران، فلماذا أقدمت على تلك الخطوة بالغة الحمق ابتداء؟ ثم ألا يمكن القول مع صحيفة لوموند الفرنسية إن الجنرال قاسمي، أصبح أكثر خطرا وهو ميت منه وهو حي؟

عقل السمسار…!

«هدد الرئيس بفرض عقوبات على بغداد بعدما طالب البرلمان العراقي القوات الأمريكية بمغادرة البلاد مضيفا أنه إذا غادرت قواته فسيتعين على بغداد أن تدفع تكلفة قاعدة جوية هناك».

مشاكسة…ألا يمكن القول هنا فيما الرئيس ترامب يتحدث عن ثمن مغادرة العراق، إن طبع السمسار العقاري ترامب قد غلب على كونه السياسي الأمريكي الأول؟ لكن السؤال الأساس هو: من الذي جلب أمريكا إلى المنطقة والعراق ولأي هدف؟ ثم هل كان بناء القواعد الأمريكية قرارا عراقيا؟ أم قرارا أمريكيا لخدمة المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة والجوار الإقليمي؟ ثم من الذي استخدم هذه القاعدة خلال السنوات الماضية؟  ثم ألا يستحق حديث الرئيس الأمريكي سمسار العقارات فتح دفاتر أمريكا في العراق تحديدا؟ بدءا من كذبة أسلحة الدمار الشامل، التي مهدت للغزو واحتلال وتدمير العراق، ومقتل ملايين العراقيين وتدمير تاريخ وحضارة العراق؟ ثم من هو المدين للآخر والحال هذه؟ من دمر الحياة واستخدم العراق لخدمة مصالحه الاستعمارية في المنطقة؟ أمريكا أم العراق وشعبه ضحية الاحتلال الأمريكي؟

شاهد أيضاً

الروايات بخوتْ

جمعة بوكليب زايد…ناقص حين صدرتْ روايته الأولى(خبزُ على طاولة الخَال ميلاد) منذ سنوات قليلة مضت، صار …