منصة الصباح

هل تصبح ليبيا مكباً إجباري للمهاجرين؟

إيناس احميدة

تشير تقارير إعلامية إلى أن إدارة ترامب تناقش إمكانية إرسال مهاجرين – من ذوي السجلات الجنائية – إلينا !!!

بينما تعصف بنا أزمات أمنية وانقسام سياسي وتراجع اقتصادي واجتماعي غير مسبوق.. اي ونحن نعيش على حافة الانهيار.

نعم ترامب يتجه لردع المهاجرين وتخفيف العبء عن نظام اللجوء في امريكا.

لكن على حساب من ؟ على حسابنا !!!

على حساب ليبيا … البلد الذي أنهكته الحرب والانقسامات و تغيب فيه سلطة الدولة وتحكمه سلطات أمر واقع لا يحق لها اتخاذ هذا القرار .

ما يجعل طرح الاسئلة يتجاوز السياسة إلى الضمير الإنساني!!

فقد وثّقت التقارير الأممية و المنظمات الحقوقية انتهاكات ممنهجة ضد الليبيين والمهاجرين على حد سواء، من تعذيب واغتصاب إلى إخفاء قسري وقتل خارج القانون. فهل تكون ليبيا”دولة ثالثة آمنة”؟

قانونيًا، رفضت تجارب مشابهة في دول تملك قرارها و تحترم القانون.

وأخلاقيا .. يعد ترحيل مهاجرين – مهما كانت خلفياتهم – إلى بيئة غير آمنة ومختلفة، تنصلًا من المسؤولية الأخلاقية، و مخاطرة بحياتهم وحياتنا، ارغام الناس على العيش في بلد دون رغبتهم وصمة عار في سجل حقوق الإنسان العالمي.

ليبيا لا تعاني فقط من الفوضى، بل من هشاشة اجتماعية واقتصادية حادة.

و إدماج مهاجرين يحمل بعضهم سوابق جنائية أو خلفيات ثقافية مختلفة كليًا، سيعمق الأزمات القائمة، ويهدد التماسك والسلم المجتمعي، ويفاقم التوترات، خصوصًا في ظل انعدام آليات الرقابة أو الإدماج.

و بدل أن يعاد تأهيل هؤلاء أو تؤمن لهم بيئة آمنة، سيتم استخدامهم كأرقام في معادلة جيوسياسية قاسية.

فهل من المنطقي ترحيل وتوطين هؤلاء في بلد يعاني من موجات هجرة داخلية وخارجية نتيجة الفقر والحروب، فيما تتنصل أوروبا وأمريكا من التزاماتها وتحاول حل أزماتها بترحيلهم بعيدًا عنها؟

إجبار البشر على الرحيل إلى مصير مجهول والاستيطان في بيئة دون تخييره لا يمكن أن يبنى على حساب شعوب أخرى تعاني، ولا على حساب القانون والعدالة وحقوق الإنسان.

إن إدخال عناصر جديدة إلى بيئة هشة مثل ليبيا قد يكون وصفة لتفكك أكبر.. لا لحل إنساني.

علينا ان نستفيق!

شاهد أيضاً

ليبيا تتصدر إقليميًا في نسبة انتشار الإنترنت

ليبيا تتصدر إقليميًا في نسبة انتشار الإنترنت

الصباح أظهر تقرير حديث صادر عن “ميديا نت إنسايت داي 2025” تقدمًا ملحوظًا تشهده ليبيا …