منصة الصباح

من يعرف السر؟

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

لو سألنا عن أغنى بلد في افريقيا، فسنجد من يقول جنوب افريقيا، أو روندا، وحتى ليبيا.
والحقيقة لا جنوب افريقيا، ولا روندا، ولا الجزائر، إنما ارخبيل على حواف الجغرافيا اسمه موريشيوس.
دخل الفرد في هذا البلد الافريقي يلامس العشرين الف دولار.
في هذه الدولة لا يوجد مجلس قبائل، أو مجلس أعيان، أو مجلس بطيخ.
مؤسسة الرئاسة في موريشيوس بروتوكولية، واحتفالية.
يشكل المسلمين نسبة 17 بالمئة، ومع ذلك تولت الرئاسة، امينة غريب، وهي عالم احياء مسلمة.
لا يوجد في هذا الارخبيل من يناقش سؤال مثل: يجوز ان تسافر المرأة بدون محرم، أو يجوز.
معيار الجدارة ،والضمير الانتخابي هو الذي من يجيء بالسلطة التنفيذية ليست القبيلة، أو المدينة المنتصرة ،ولا محاصصة جهوية ولا هذا الطراز من التأخر.
لا تملك مورشيوس، لا نفط، ولا غاز، ولا ألماس، وثروة هذا الشعب الذي مازال دون المليون ونصف في الرأس وليس تحت الأقدام.
التعليم مجاني من أول أبتدائي، حتى أخر فصول الجامعة، ويشمل ذلك النقل الطلابي، والأهم جودة التعليم.
لا توجد جامعات تبيع الشهادات بالجملة، ولا معلم لا يجيد إلا المساعدة على الغش.
العلاج في هذا البلد مجاني من التطعيم ضد شلل الأطفال إلى جراحات القلب المفتوح، ولايطلع عليك طبيب مناوب ينصحك بالتوجه لأول مصحة في جرجيس التونسية.
أكثر من تسعين بالمئة يعيشون في منازل مملوكة لهم ،وليست هناك مشكلة سكن، ولا جشع ملاك العقارات، والحياة سلسة.
رغم أن مورشيوس أقل إنفاقا على الدفاع والأمن فهي أكثر أمنا.
والأهم في كل ذلك سيطرة القيم الاخلاقية، ولعلها سبب النجاعة.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …