الصباح / وكالات
قال الروائي المصري المعروف علاء الأسواني أنه بدأ التدريس في الولايات المتحدة منذ عام 2014، “تاريخ منعه من النشر في الصحف اليومية والحديث على الراديو والتلفزيون في مصر، قبل أن يبدأ نظام القضاء العسكري المصري بمقاضاته عام 2019، بتهمة: إهانة الرئيس والقوات المسلحة والمؤسسات القضائية، بسبب روايتي الأخيرة: ها أنا أركض نحو النيل (جمهورية كأن)، المحظورة في مصر..”.
وفي “جمهورية كأن”، يروي الأسواني حكاية شخصيات شكلت فسيفساء الثورة المصرية، معتبرا أن المصريين عاشوا في مجموعة أكاذيب بدت كأنها حقيقية، ويقصد الروائي المصري بروايته أن الثورة كانت “كأنها شيء لم يكن” وذهبت أدراج الرياح..
ويقول الكاتب المصري إنه وصل مرسيليا في 18 فبراير، حيث دعي لتدريس الكتابة الإبداعية في ورشة عمل في مانتون للعلوم السياسية، كما نظم وكيل أعماله برنامجا للاستفادة من إقامته في أوروبا، يشمل سلسلة من التوقيعات في باريس وبرشلونة واليونان وإيطاليا.
كما كان عليه أن يكون عضوا في لجنة تحكيم مهرجان سينمائي في جنيف، إلا أن هذا البرنامج بأكمله تم إلغاؤه بعد عشرة أيام من وصوله، “وانهار كل شيء بسبب فيروس…”.
ومع أن هذا الوضع غير متوقع -كما يقول الأسواني- فإنه ليس مزعجا، “فأنا في هذه المدينة التي أحبها لانفتاحها. إنها تغمرني في هذا العالم المتوسطي المألوف لدي. يذكرني بالإسكندرية التي تجري فيها أحداث روايتي القادمة التي أعمل فيها حاليا”.
وأشار الكاتب إلى أنه يقيم في دار الفلكيين الفرنسيين، وهي قصر قديم تحمل كل شقة فيه اسم كوكب، وكان معه العديد من الأشخاص قبل أن يغادروا جميعا ويتركوه، “وأنا أعيش على كوكب زحل. وأنا الإنسان الوحيد في المبنى مع القطط”.
وهذه اللحظة من الحجر الصحي “ليست صعبة بالنسبة لي”، كما يقول الكاتب “فأنا أحافظ على معنوياتي، أتصل بابني في القاهرة مرة يوميا وبزوجتي وابنتي في نيويورك. أنا قلق بشأنهم في هذه الظروف الصعبة التي لا يغادر الناس فيها منازلهم، وكوني في مرسيليا أو هناك في نيويورك لا يغير شيئا”، خاصة أن العودة في الوقت الحالي أمر معقد للغاية بسبب انخفاض عدد الرحلات الجوية.
يقول الأسواني “عندما بدأت أزمة كورونا هذه بتوابعها غير المسبوقة، قلت لنفسي انظر إلى الأشياء بشكل إيجابي. الأمر مؤقت وأنت لست سجينا وقد كنت تبحث عن مثل هذه العزلة. عندما كنت في مصر، كنت أعزل نفسي عدة مرات في السنة في منزل على البحر، لأكتب. بالنسبة للروائي الذي يحتاج إلى الهدوء، فإن الحجر مثالي..”.