ظروف الحرب تسببت في صعوبة مكافحته .. ووصول المرضي إلى أماكن العلاج
العلاج يتم حسب مناعة كل إنسان
2500 إصابة بالمرض العام الماضي
استطلاع و تصوير :نفسية حمزة /سلمى نور
اللشمانيا .. كلمة كفيلة بالاحساس بالخوف في قلب كل من يسمعها .. ففي الفترة الأخيرة ترددت هذه الكلمة كثيراً على مسامعنا وسلط عليها الضوء دون علمنا بتفاصيل المرض كثيراً فهو ليس بجديداً بل موجود منذ عشرات السنين وتعتبر المنطقة الغربية أكثر عرضة لأنتشار اللشمانيا ومازالت بيئته الحاضنة متوفرة على الرغم من القضاء عليه منذ سبعينيات القرن الماضي.
ولتوضيح أعراض المرض ومسبباته والبيئة الحاضنة له وغيرها من المعلومات قمنا بديار للمركز الوطني لمكافحة الأمراض وتحدثنا مع متخصصين من قسم الصيدليات والأمراض المشتركة إدارة اللشمانيا .. بزيارة مختبر وبدأنا ابحاث ونواقل الأمراض (المعمل المرجعي) بالمركز والخاص باللشمانيا .. لنجده خلية تعمل بجد واجتهاد .
فهنا طبيبات يعملت على عينات تحت المجهر وهناك طبيبات يعمن بتعبئة انبوبة غاز النيتروجين (الكي البارد) لعلاج مريض واخريات تدرسهن طبيبة وعلمنا بأنها دورة تدريبية لممرضات من خارج طرابلس من منطقة الجفارة والزهرة وزوارة حول كيفية التعامل مع المرض ولغرض انشاء معامل تحاليل في مناطقهن.
حدثتنا أحدى الطبيبات أن المرض تسببه ذبابة تدعى ذبابة الرمل .. تقوم بلسع المريض وعندما يقوم بإجراء بعض التحاليل يتضح أن لديه المرض .. واوضحت أن صعوبة التعامل مع المصابين من صغار السن هو الصعب في الموضوع.
ـ كما أشارت رلى ضرورة التركيز عى تنظيف الأماكن المهجورة والتي تحتوي على قوارض أو فضلات حيوانات متعفنة لأنه أكثر بيئة تعيش فيها هذه الذبابة.
وقالت :ـ
نحن هنا نقوم بكل التحاليل المختصة بمرض اللشمانيا .. وكما نلاحظون هنا دورة تدريبية لممرضات من منطقة الجفارة حول التعامل مع المرض كما قمنا بزيارة لقسم اللشمانيا بالعيادات الخارجية حيث لاحظنا تواجد حالتين مصابتين.
ـ وبدأنا حوارنا مع الطبيبة حنان محمد أبوعبيدة / رئيسة قسم الطفيلايات والأمراض المشتركة بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض.
بدأت حديثها قاذلة بأن اللشمانيا منشرة في الشمال الغربي من ليبيا .. وهي طفيل يصيب الإنسان ينتقل عن طريق ذبابة الرمل كما أن الخازن لها هو الجردان وأيضاً الأماكن التي تربى فيها الحيوانات والإماكن غير النظيفة.
والتربة هي المكان الذي تتكاثر فيه الحشرة وهي موجودة في ليبيا بالذات في المناطق الجلية والشمال الغربي علماً بأنه لم يتم تسجيل حالات أصيبت داخل طرابلس أنما الحالات المتواجدة أصيبت بعد زيارتها لمناطق خارج طرابلس.
وقت نشاط اللشمانيا من شهر أغسطس إلى شهر فبراير من كل سنة وفي الفترة من المغرب إى الفجر أي في الليل تحديداً ، وعن ازدياد انتشار المرض مؤخراً أضافت الطبيبة حنان قائلة :
اللشمانيا موجودة منذ سنوات طويلة لكن ازديادها مؤخراً بسبب ظروف البلاد .. والنزوح لأماكن من المفرض أن تكون غير سكانية وأصبحت سكنية مثل الغابات وأيضاً انتقال النازحين من منطقة لأخرى قد يتعرضوا رى المرض خلال تواجدهم في أماكن نشاطها.
ـ وبخصوص المفهوم الخاطئ بأن مرض اللشمانيا معدي .. هذا غير صحيح .. وإلى الآن لم تسجل حالات انتقل لهم المرض عن طريق العدوى علماً هذا المرض لديه علاج .. وعلاجه فعال.
وزضافت أن ظروف الحرب أيضاً أدت إلى صعوبة مكافحة المرض وصعوبة وصولهم المرض رى أماكن العلاج.
في سنة 2006 ـ 2007 حدث انفجار وبائي حيث وصلت عدد حالات اللشمانيا رى 7000 حالة تقريباً وخاصة في منطقة تاورغاء وعندها تدخل المركز ونسق برنامج لمكافحة اللشمانيا وفعلاص نجاح في القضاء على 95٪ من الحسرة في ذلك العام.
فروع في مختلف البلديات
وعن تواصل البلديات في هذا الموضوع أوضحت الطبيبة حنان أنه يوجد فروع للمركز في مختلف البلديات ونتبادل الاحصائيات والمعلومات اللأزمة.
كما أن دور التوعية مهم ونحن نعمل على هذا الموضوع علماً بأنه جرى تنظيم حملة توعيه في مدينة تاورغاء.
حالات مصابة بالمرض
في العيادة ألتقينا أيضاً بالطبيبة تهاني العالم والتي كانت تشرف على علاج أحدى الحالات الموجودة حيث أوضحت بأنها لاحظت زيادة في الحالات المترددة على القسم مقارنة بالفترة الماضية .. ولوحظت الزيادة خلال الشهر الجاري بالذات .. ومن خلال متابعتنا لعلاج بعض المصابين رأينا أن نستطلع احدهم عن حالات الاصابة والعلاج وهو الأخ جمال الوصيتي مريض باللشمانيا وجدناه داخل العيادة يتلقى العلاج سألناه .. عن حالته .. وكيف أكتشف نوع المرض .. وزين أصيب فأجابنا قائلاً:
بدأت حالتي منذ فترة واكتشفتها بعد أسبوع من اللسعة في البداية لم أشعر بشيء ثم لاحظت وجود تورم صغير في الجلد وأتجهت بعدها إلى الطبيب للتأكد من حالتي سمعت من أهلي بعض النصائح للتأكد من ان هذا التورم هو لاشمانيا ورفضت تصديق الكلام إلا بعد إجراء التحاليل المرئية اللازمة التي وأوضحت أنها بالفعل ما يسمى بالاشمانيا وعندما راجعن معلوماتي تأكدت أن اللسعة تعرضت لها عند زيارتي لمدينة الجميل علماً أنني من سكان طرابلس وبعد رحلة العلاج تحسنت حالتي بفضل الأطباء وجلسات العلاج التي تمثلت في الكي البارد وبعض المراهم الطبية التي استخدمتها وأود أن أتوجه بالشكر للزطباء والمسؤولين بالمركز على ما يبذلونه من مجهودات من أجل تقديم أفضل الخدمات للمترددين عى العيادة.
أما الممرضة ليلى من قسم الجلدية بالعيادات الخارجية بالمركز .. طلبنا منها أن تحدثنا عن المرض خاصة وأنها تتعامل مع المرض مباشرة وتتابع حالتهم وتطور المرض معهم ومراحل علاجه.
سألناها عن إعداد الحالات التي تتردد عى العيادة وعن أماكن أقامتها وعن أعرض المرض وبعض التفاصيل الأخرى فقالت .
ـ بالنسبة للإعداد لاحظت تزايد من الفترة الأخيرة فبالأمس جاءت خمس حالات للعيادة ثلاثة منها من سكان طرابلس لكن أصيبت بعد زيارتها لمناطق خارج طرابلس من الجبل الغربي وزوارة وسبها تقريبا.
وعن شكل اللسعة ولونها ووقت ظهور الالتهابات والطفح الجلدي قالت: بأن لسعة الذبابة لا يشعر بها المريض ولكن بعد أيام تلتهب وتتحول إلى تورم للجلد ويميل التورم للون الوردي ويزداد حجمها ثم تبدأ في الافرازات علماً بأن أعراض مرض اللشمانيا تبدأ بعد ستة أشهر.
بالنسبة للعلاج كل جسم حسب مناعته فهناك حالات الجسم يعالج نفسه بنفسه وهناك حالات تحتاج إلى أبرة في العضلة وأحياناً نلجأ إلى الكى بغاز النيتروجين.
اخيراً التقينا بالمسؤول عن رصد حالات الإصابة الذي حدثنا في البداية عن الطرق المتبعة في رصد الحالات واحصائها قائلاً:
ـ هناك نوعان من البرامج الخاصة بالحصر الأول يعرف ببرنامج الرصد والتقصى.. حيث يعتمد على بلاغات الاشتباه .. والاشتباه من ضمن حالات اللشمانيا والالتهاب الرئوى وغيرها من الأمراض.
عادة الاعداد تكون كبيرة لكن نطلب من مريض اللشمانيا ملئ استبيان للمرض المتأكدين من تعرضهم للمرض.
يتم تجميع البيانات وتوثيقها حسب ورودها نستفيد من الاحصائيات في حصر كميات العلاج وكيفية توزيعها لضمان وصول العلاج لكل المرضى وللعلم أن الأدوية الخاصة بالعلاج متوفرة داخل العيادة حيث يتم علاج المرض وصرف الأدوية والمراهم بشكل دقيق ويجب أن يتم هذا بإشراف طبيب مختص بسبب خطورة الأدوية لو اختل مقدار صرف الجرعات واستعمالها بشكل مخالف لوصفة الطبيب والتي قد تؤدى إلى تأخر في الشفاء إذا لم نقل تسمم.
بالنسبة لاصابات العام الماضي بعد حصرها وصلت إلى 2500 تقريباً.
وهذا العام لم نحصر العدد بعد.. ولكن لاحظنا أن زيادة عدد الاصابات كان ضمن مناطق معينة مثل بنى وليد والجبل الغربى ـ الرحيبات ـ تازورغاء ـ ترهونة ـ غريان ـ الزنتان ـ ككلة ـ تيجى ـ بدر ـ صبراته ـ رقدالين ـ الجميل.
وللعلم مرض اللشمانيا مرتبط بالبيئة بامتياز فكلما تزدهو البيئة للقوارض وذبابة الرمل كلما زاد المرض.. علماً بأن القوارض المقصودة هي القوارض البرية والتي تعتبر أول المسؤولين عن انتشار هذا المرض.
بالنسبة للأدوية وصلتنا هذه السنة كميات كبيرة من ضمنها كميات من منظمة الصحة العالمية وكميات من الامداد الطبي.. وهي تكفى باذن الله هذا العام وحتى العام القادم.
وعن عمل المركز في الفترة الأخيرة منذ سنتين تحديد بعد الانفجار الوبائى الذي حصل في منطقة تاورغاء استحدثت هذه الادارة لمتابعة الموضوع.. ونحن نشرف عليه ونتواصل مع الجهات ذات العلاقة وأيضاً نشرف على إقامة دورات متعلقة لمكافحة المرض وتعرقلنا مشكلة الميزانية لاستمرار هذه الدورات وتوفير المبيدات وكل ما يلزم لمحاربة هذا الوباء. وختم حديثه موجهاً مناشدة للجهات المسؤولة وذات العلاقة لتخصيص ميزانية ودعم المركز لتفعيل برامجه.