الاستاذ عبدالرزاق الداهش
هل تستطيع النزول من الدور الثاني بملعب طرابلس إلى ما بعد باب الخروج، وأنت لا تلمس الأرض؟
هذا ما حدث معي بالضبط، ذات مباراة بين أهلي طرابلس، والنصر، وكانت المرة الأولى التي أدخل فيها إلى هذا الهرم الرياضي.
كنت حينها طفلا، وكانت المقابلة فاصلة على بطولة الدوري الليبي، وقد علق جسدي النحيف في تدافع الزحام، وكانت حادثة عصية على النسيان.
الواقعة الأخرى التي مازالت ملتصقة بذاكرتي في ملعب طرابلس، عندما صدمت باثنين من فاقدي البصر داخل ردهات الملعب.
للكثير من الناس ما يذكرون، أو يتذكرون عن هذا الملعب التاريخي، وهو ويمبلي، أو ماركانا ليبيا.
ولكن ليس بالتاريخ وحده تحيا الملاعب، فجودة الملعب أساس جودة الكرة.
وذات مؤتمر سأل أحد الصحفيين مدرب الزمالك القاهري عن سوء اداء فريقه، فرد البرتغالي عن السؤال بسؤال: من هو أفضل لاعب في العالم.
لم ينتظر طويلا فقد جاء الجواب على نحو سريع: ليونيل ميسي.
وهنا قال: هاتوا ميسي ليلعب في هذه الملعب، ولن تجدوا من ميسي حتى ربع ميسي.
نعم لو أن الأرجنتيني ليونيل ميسي يلعب في ملعب الخمس مثلاً، سيتحول إلى عبدالجليل موسى.
الملعب لا يساعد على تطوير الأداء فقط، بل على الارتقاء بسلوك الجمهور، يكفي قذف قوارير المياه، ومعجم من مفردات الشتيمة، والبذاءة.
والمهم، أو الأهم أننا صرنا نتكلم عن الحجز الإلكتروني، والدخول بالبركود، وبدأت تسقط من قاموسنا مفردات مثل “الاربعطاش ونص، والآر بي جي، والدراجانوف، والتمشيط”.
وأفضل ما في ليلة الأساطير، أو الليلة الأسطورية، هي رسالة من ثلاثة كلمات: إننا سنعود، وإننا قادرون، وتبًا للمستحيل.. التوقيع ليبيا.