بقلم /سليم يونس
كما شددوا في بيان لهم على أن خطة ترامب المزعومة «تشريع وتقنين للقمع الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، أي أنها لا تهدف لحل القضية الفلسطينية»، مؤكداً ضرورة إعادة حقوق الفلسطينيين، وأضاف البيان إن: «السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هو إعادة كافة الحقوق للشعب الفلسطيني، ووقف الاحتلال بشكل فوري، وفي هذه الحالة يمكننا العيش في استقرار وسلام مع جيراننا الفلسطينيين، كما سبق أن فعلنا قروناً من الزمان، ودون ذلك فلا يمكن لأي خطة أو صفقة أن تحقق السلام بالمنطقة».
فيما قال السيناتور اليهودي في مجلس الشيوخ برني ساندرز إنه يرفض خطة ترامب؛ كونها «غير مقبولة، ولن تؤدي سوى إلى استمرار الصراع». وأضاف على «تويتر»: «أي صفقة سلام يمكن قبولها لابد أن تتسق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة».
ووصفت إميلي ماير ، الشريك المؤسس لجماعة «إن لم يكن الآن» ، وهي جماعة يهودية تقدمية، الخطة بأنها «مفلسة تمامًا». وقالت ماير لنيوزويك «هذه حيلة سياسية لكلا الزعيمين لصرف الانتباه عن إساءة استخدامهما للسلطة، تهدف إلى مساعدة نتنياهو في الفوز بالانتخابات». وأضافت «إن الخطة بحد ذاتها هي خطة للاحتلال والسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة، وليست خطة للسلام.
وتذهب ماير إلى القول إنها ببساطة استمرار لاستراتيجية ترامب منذ دخوله منصبه: حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وحرمانهم من إدارة دولتهم، وحتى من هويتهم».
كما صرحت الحاخام اليسىا وايز المدير التنفيذي المشارك لـمنظمة «صوت اليهود من أجل السلام» لمجلة نيوزويك بأن إدارة ترامب كل «قراراتها تتناقض بالفعل مع القانون الدولي بشأن عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وضم هضبة الجولان ووضع مدينة القدس، في حين تعمل إدارته بخفض كميات هائلة من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين «.
وأضافت وايز: «ستعمل هذه الخطة على توسيع نطاق تمكين إدارة ترامب من سرقة الأراضي الفلسطينية واستمرار إخضاع الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الإنسانية. وأي خطة يتم إعدادها دون دعم ومشاركة الفلسطينيين هي منحازة منذ البداية.»
بينما قال هالي سويفر ، المدير التنفيذي للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي في بيان أصدره، «إن حل السلام القابل للحياة يتطلب مساهمة من الجانبين. وأكد «إذا تعلمنا شيئا من مفاوضات السلام خلال العقود الثلاثة الماضية، فهو أنه لا يمكن فرض حلول من الخارج. يجب الاتفاق عليها بشكل متبادل بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.
وفي الختام مع أننا نعتقد على ضوء كل ذلك أن مواقف بعض اليهود أفضل كثيرا من مواقف بعض النظام الرسمي العربي، لكن ليس هذا هو المقصود من هذه المقاربة، فالمقصود هو كشف أن هذه الموقف اليهودية على تباينها، وسواء انطلقت من مواقف أيديولوجية تنفي الوجود الفلسطيني، أو مواقف تطالب بحل أقل انحيازا، أو مواقف مناصره للحقوق الفلسطينية، فإن أهمية هذا الرفض على تنوع منطلقاته، هو في كونه رفضا كاشفا لبؤس هذه الخطة؛ التي عبرت عن رؤية عقل سياسي يقفز عن الحقائق والمنطق والقانون وكل الشرعيات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ويتماهى وبشكل مَرَضِي في مصالح الكيان الصهيوني الغاصب، وبما يخالف عشرات القوانين الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها تجريم الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، في حين أن من أبجديات علم السياسة أن مفهوم الحل هو كونه حلا يتطلب موافقة الطرفين، وهو ما تجاهلته خطة ترامب، فهو قرر مع شريكه نتنياهو، ثم أتى إلى الفلسطينيين يطالبهم بالتوقيع على نفيهم لأنفسهم، وهذا السلوك بقدر ما يعكس العنجهية وعقدة التفوق والاتكاء على فرط القوة، فهو بالتأكيد يعكس في وجهه الآخر درجة لا بأس بها من الغباء السياسي.