منصة الصباح

منفذ رأس جدير

مفتاح قناو

الحدود البرية بين ليبيا وتونس كانت على الدوام هي الشريان المغذي للبلدين، وبشكل خاص منفذ رأس جدير الحدودي وذلك لقربه من المناطق والمدن الساحلية والتجمعات السكانية في ليبيا وتونس، وقد لعب هذا المنفذ دورا رئيسيا في الدعم الاقتصادي لدولة تونس من خلال تواصل إدخال البنزين والمحروقات الرخيصة وكذلك السلع والمواد المدعومة من الجانب الليبي إلى تونس ، كما أنه في المقابل حقق للمواطنين الليبيين منفذا على العالم بسبب الحصار الجوي المفروض على المطارات الليبية والذي مازال يتجدد كل عام، ولم تستطع الحكومات الليبية المتعاقبة أن تلغيه رغم امتلاكها الكثير من أوراق الضغط على الآخرين، كما كان منفذا للسياحة والعلاج، لكن الفوضى والتصرفات الصبيانية من جانب مراهقين لا علاقة لهم بالعمل في المعبر شاهدناهم على الجانب الليبي من الحدود يفتعلون المشاكل، ويضايقون المسافرين ويبتزونهم أحيانا، وهم يتمتعون بحماية واضحة من مليشيات جهوية تقف خلفهم، ولا يستطيع المسؤولين عن المعبر طردهم.

كما أن سؤ المعاملة من الطرف التونسي تتمثل في التأخير المتعمد لدخول السيارات الليبية بسبب تخصيص مدخل واحد فقط لأربع مسارات من السيارات الأمر الذي يجعل المسافر يبقى في الحدود ساعات طويلة.

ازدادت المشاكل وتم غلق المعبر في الفترة الماضية، وقرر الجانب الليبي ــ وحسنا فعل ــ عدم إعادة فتحه حتى يتم تنظيمه بشكل جيد، ونعتقد بأن أهم نقاط تنظيم المعبر هي :

ــ منع الغرباء من الدخول للمعبر الحدودي والتصرف فيه وكأنهم من العاملين فيه، وهم في الغالب من فئة الشباب العاطلين عن العمل من سكان المناطق المجاورة، والذين يعتبرون المعبر الحدودي ملك لهم، والاقتصار على العاملين الرسميين المكلفين مع إلزامهم باللباس الرسمي.

ــ منع تهريب الوقود والسلع المدعومة من الجانبين، فحتى الجانب التونسي يعاني نقص شديد في المواد المدعومة نتيجة دخولها إلى ليبيا، والاقتصار على التصدير الرسمي للسلع المنتجة في البلدين. َ

ــ ضرورة فتح المسارات الأربعة من الطرفين الليبي والتونسي للتخفيف على المسافرين وتقصير مدة المكوث بالمعبر.

ــ توفير بعض الخدمات الضرورية من الجانب الليبي مثل دورات المياه والمقاهي خدمة للمسافرين وفيهم المرضى والمسنين.

نأمل التوفيق للسلطات الأمنية في الجانبين الليبي والتونسي في عملهم لإعادة فتح معبر رأس جدير بشكل يليق بالمواطنين في البلدين ويحفظ كرامتهم ويجنبهم التصرفات الصبيانية والابتزاز والتأخير على جانبي المعبر الحدودي.

شاهد أيضاً

مؤتمر علمي دولي للعلوم الصحية

افتتحت اليوم بقاعة المؤتمرات بجامعة ليبيا المفتوحة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول للعلوم الصحية الذي …