جمعة بوكليب
صبيحة يوم الثلاثاء الماضي، زرتُ رفقة الصديق الكاتب محمد المصراتي معرض تونس للكتاب، لأول مرّة. مقرُّ المعرض يقع بقصر المعارض- الكرم. وهي منطقة لا تبعد كثيراً عن وسط البلاد، لكنّي لا أعرف في أي اتجاه جغرافي منها. وبدت لي، في طقس ذلك اليوم الربيعي، لا تخلو من جمال طبيعي.
جرت العادة أنه حين يذهبُ المرءُ منّا إلى زيارة معرض كتاب، فإنّه يذهب مرفوقاً بتوقّعات، بسقوف مرتفعة أو واطئة. وليس غريبًا أن يكون مصحوبًا بقائمة أسماء كتب، تطول أو تقصر، يود شراءها.
توقّعات المرءِ في زيارة إلى معرض كُتب في طرابلس مثلاً تختلف عن توقّعاته في زيارة إلى معرض كتب في القاهرة. آخذين في الاعتبار أشياء عديدة. لكنّي، هذة المرّة، وعلى عكس العادة، حين ذهبتُ إلى معرض تونس للكتاب، لم أكن مرفوقًا بتوقّعات، وأن كنتُ لا أخلو من انطباعات ناتجة عن شهادات سبق وإن سمعتها في أعوام مضت، من عدة أصدقاء: كُتّاب وناشرين.
أول ما لفت انتباهي غياب التنظيم في المعرض. وكأن الزائر مطلوب منه أن يجد ضالته بنفسه. الأمر الذي لم يقابلني في كل زياراتي لمعارض كتب عربية وغربية.
في كل معارض الكتب التي زرتها، يجد المرء نفسه مثل قطار على قضبان سكة حديد. أي أن إدارات المعارض تحرص على اعداد وطبع كتيبات ارشادية للزائرين بغرض توفير الوقت والجهد. فيها يجد الزائرون ما يحتاجونه من معلومات حول عدد الدول والمؤسسات ودور النشر المشاركة وأسماءها ومواقعها في المعرض. كما تقوم بعض إدارات بعض المعارض باعداد نقاط معلومات صغيرة في الأجنحة أو خارجها، لغرض ارشاد الزائرين.
في معرض تونس للكتاب لا يوجد شيء من هذا القبيل. وعلى الزائر للمعرض أن يجد ضالته بالصدفة، أو بالتوقف في كل جناح للسؤال. وأدعو الله ألا يكون انعدام التنظيم مقتصرًا على معرض الكتاب، ولا يمتد ليشمل بقية ادارات الدولة التونسية.