بوضوح
بقلم : عبد الرزاق الداهش
ــــــــــــــــ
في منطقة الدقهلية بمصر، خرجت قرية بكامل سكانها، لمنع دفن طبيبة توفيت بسبب إصابتها بفيروس كورونا.
حجة أهالي القرية المحتجين، والذين تجمعوا في حالة اختلاط غير آمن، هي كورونا التي سوف تنتقل إليهم من جثمان المتوفية عبر الماء، أو التراب.
الواقعة التي يعترض فيها الأهالي على دفن مصابة بفيروس كورونا في مقبرة المنطقة، ليست هي الأولى في مصر، وعلى الأرجح أن لا تكون الأخيرة.
فيروس كورونا، أو كوفيد 19، لا يمكن أن يتزايد إلا داخل خلية حية، فضلا على أن انتقال عدواه لا تتم إلا عبر سوائل الجسم، وبالتالي فإن الطبيبة المتوفية لن تنقل العدوى، لا للأحياء ولا للأموات
ولكن في مصر دون غيرها يمكن أن ينزل محتجون إلى الشوارع في مظاهرة تطالب بالإطاحة بكورونا، وترفع لافتات على نحو (أرحل أرحل يا كورونا).
وفي مصر دون غيرها، يظهر علينا طبيب ليقول أن الفول دواء للإصابة بفيروس كورونا، وأخر يرى أن الملوخية لقاح.
لماذا يحدث هذا المضحك المبكي في (أم الدنيا).
في أصغر بلد افريقي يحتر الميت، مريض بكورونا، أو الإيدز، أو حتى إيبولا، بينما تدفن طبيبة، بالقنابل المسيلة للدموع!
هذه هي نتائج ومخرجات إعلام التهريج، والتسطيح، والإسفاف، والذائقة الهابطة، والذي يسيطر على حواس الشارع المصري، لنحو نصف قرن.
هذه هي نتائج ثقافة أحمد عدوية، وأحمد رمضان، والسحن دحن بوه، وباقي القاربج.
المعرفة لا تصنعها الشيفونية الفارغة، وتضخيم الذات، والنوم على مخدة الماضي.