بقلم /سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق…ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة.
أمن مصر…خليجي!
أكد الرئیس المصري خلال لقائه ملك البحرین حمد بن عیسى، موقف بلاده الثابت تجاه أمن منطقة الخلیج باعتباره “جزءا لا یتجزأ من أمن مصر القومي”.
مشاكسة…لماذا يا سيادة الرئيس اعتبرت أن أمن منطقة الخليج فقط هو من أمن مصر، وليس أي منطقة عربية أخرى؟ ثم ألا يكفي وجود القواعد العسكرية الأجنبية الأمريكية والبريطانية في دول الخليج للحفاظ على أمنها؟ أم أن الموقف المصري هو بيع مواقف سياسية إعلامية مقابل ثمن؟ ثم ما الذي يهدد أمن الخليج، ودولة مدججة بالقواعد الأجنبية؟ ثم هل هي دولة إيران التي تهدد أمن الخليج؟ إذا لماذا لا تهدد إيران الكويت وعمان وقطر؟ ثم لماذا لا تعتبر القواعد الأجنبية في بعض دول الخليج تهديدا لدول أخرى؟ ثم هل النخوة المصرية مرتبطة بالمقابل المادي (الريال أو الدرهم)؟ لأن السؤال إذا لم يكن كذلك فهو: من هي الدول التي تتعرض لخطر وجودي؟ هل هي فلسطين وسوريا أم دول الخليج؟ ومن ثم ألا يضع ذلك علامات استفهام كبيرة حول الموقف المصري من مفهوم أمن مصر والمنطقة؟
“نكتة” خلط الأوراق..!
قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تعقبيا على جرائم الاحتلال في غزة “يحاول قادة الاحتلال خلط الأوراق في محاولة يائسة لقطع الطريق على استعادة وحدتنا الوطنية خاصة في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت ساحتنا الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة.
مشاكسة…هل يعني زعيم حماس أن رضا الكيان الصهيوني شرط لازم لنجاح الوحدة الفلسطينية؟ ليكون السؤال هل كان سينجح الاحتلال، وأي عدوان مهما كان، لو توفرت الإرادة من جانب، والوعي من قبل القوى الفلسطينية لذاتها ولدورها في حل التعارضات وحتى التناقضات بينها من جانب آخر؟ ثم من المسؤول عن “تفجير” الوحدة عام 2007؟ هل هو الاحتلال أم حماس، مهما كانت مبرراتها؟ بمعنى من هو الذي نزع صاعق التفجير في ذلك اليوم المشؤوم، وبرر ذلك سياسيا وإعلاميا ودينيا؟ ثم ماذا ينتظر البعض الفلسطيني من عدو يمارس نفي للوجود الفلسطيني؟ ثم ألم تكن هناك الكثير من الاتفاقات الموثقة بين حماس وفتح لإنهاء ملف الانقسام، لكن من الذي عطلها، أليست حماس، التي رفضت تمكين الحكومة من العمل في غزة الذي صادرته بفعل دموي، وقسمت الحالة الفلسطينية؟ ثم لماذا لا يرد هنية و”نكاية” في الكيان الصهيوني على ما يعتبره خلطا للأوراق وقطع للطريق على استعادة الوحدة، بتسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية، وطي صفحة الانقسام؟ أليست هذه هي أقصر الطرق، والرد العملي على سلوك الاحتلال؟ أم أن الموضوع ليس كذلك، وإنما هو “شبق” السلطة الذي يمنع ذلك، ومن أي جهة أتى، حتى لو كانت هذه السلطة تحت الاحتلال؟