الخذلان العربي
———-
-محمود السوكني
عندما شرعت في كتابة هذا المقال كان عدد شهداء العدوان الهمجي لعصابات الكيان الصهيوني على (سجناء قطاع غزة) من المدنيين العزّل قد تجاوز الألفين وستمائة شهيد ، فيما إقترب عدد المصابين من سقف العشرة ألاف مصاب ، كل هذا يحدث والأشقاء العرب من دول الجوار يواصل الشجاع منهم إستنكاره لما حدث فيما يقوم الأخر بشجب إستهداف المدنيين من الجانبين ، وقام المتصهينين منهم بإنكار حق الفلسطينيين في الرد على صلافة العدو المحتل . هؤلاء أقرب الأشقاء العرب لموقع الحدث وهذه ردود أفعالهم على وقائع المجزرة التي يتوعد العدو بأنها ليست سوى البداية وينصح الأطراف المجاورة بعدم التورط في فتح جبهات أخرى حتى لا يتأثر إستقرار المنطقة !
القادة العرب الذين يحكمهم ميثاق جامعة الدول العربية وتربطهم معاهدة الدفاع العربي المشترك وتجمع شعوبهم بالفلسطينيين روابط الدم والعقيدة واللغة والتاريخ والجغرافيا وحزمة المواثيق والمعاهدات وعضوية “بيت العرب” كل هذا لم يوقظ فيهم روح الشهامة ونبل المواجهة ونخوة الرجال عند الشدائد حتى وهم يتابعون عبر التلفاز كيف يسفك الصهاينة دماء أبناء فلسطين ويرمل نسائهم وينكل بشبابهم ويسبي صباياهم ويشرد شيوخهم وعجائزهم بعد أن يسحق بيوتهم ويهدم كل مظاهر الحياة في القطاع المنكوب و.. لا رد ، تأكيداً للمتفق عليه أنه (لا حياة لمن تنادي) سوى التنبيه وبشدة على عدم التورط في إتساع جبهات الحرب ، و لا تحمل وزر إستضافة النازحين ، هذا ما يشغل بال الأقطار الشقيقة المجاورة ! أما أبناء القطاع الذين لا حول لهم فقد تقلصت مطالبهم وتضاءلت وانحصرت في طلب توفير الماء والكهرباء وما يسد الرمق .
دول الغرب التي ترى في نفسها حارساً للقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية تعلن بكل صفاقة وعلى الملأ أنها تقف إلى جانب (إسرائيل) التي -في رأيهم- تدافع عن أرضها وشعبها ضد (الإرهابيين) وتناسوا أن من تنعتهم بالإرهابيين هم ضحايا إحتلال صهيوني جائر كانوا هم من ساعدوا على قيامه وشجعوا قادته على إرتكاب كل هذه المجازر.
لن يتوقف أبطال المقاومة ولن يتراجعوا عن مواقفهم النضالية ولن تكن غزة سوى البداية وأنها لثورة حتى النصر