منصة الصباح

نكاد نجنّ ممّا نحن فيه..

نكاد نجنّ ممّا نحن فيه..

محمد الهادي الجزيري

لم يخرج من أحشاء الأرض المفتوحة وحش رهيب.. يلتهم هذه الحشرة الدموية النهمة..، ويمحقها محقا لا وجود لها بعده..، لم يتحرك أي شيء على هذه الأرض سوى العمارات العامرة بالناس المستضعفين.. جراء هذا الكم الهائل من القنابل الحاقدة على فلسطين…، أغيثونا يا إنسانية.. فلا غد لكم إن ضاعت غزة..، فغزة اليوم وأنتم غدا..، أغيثونا من هذا الجرم الغير مسبوق وهذه الرغبة الإقصائية الجامحة ..إنّ هؤلاء يرغبون في نفي الآخر والعيش مع ذواتهم المتضخمة ..، أغيثوا أطفال ونساء فلسطين قبل فوات الأوان ..فالمحو مستمرّ ولا قدرة لأحد إيقافه ..إلا الأمم المتحدة إذا خرجت من جبّة أمريكا ……

 

لم يهبط.. لم يتدّل أيّ شيء من السماء لكي نعتصم به.. ،بكينا.. نحنا.. ضربنا الأرض بأقدامنا.. وصحنا ولم تنزل صاعقة عليهم لتحرقهم كما حرقوا أكبادنا على فلذاتنا الرضع الذين اختطفوا بصواريخهم المجللة الهادرة في كل لحظة…، يا الله انجدنا منهم.. فهم ليسوا بشرا مثلنا..، هم كائنات مهولة تريد الذبح والردم والتقتيل والتمثيل..، إنهم من يدعون النجاة من هتلر…، يجربون فينا ما لم يفكر به هتلر أصلا …….

لم يحرك أحد ساكنا.. انتظرنا حزب الله.. آملين أن يخفف الضغط على إخواننا المحاصرين في غزة..، ولكنه ما يزال يراوح في مكانه..، والقتل مستشر في الخلق ..بعنجهية أسطورية لم يحدث أن عرفها العالم ، قلنا الفرج يأتي من سوريا.. ولا حياة لمن تنادي.. صحنا : أين الفصائل الفلسطينية والمقاومة العربية..؟ فلم يجب علينا أحد…، لجأنا إلى إيران وقلنا إنها الباب الأخير.. فوجدناه مواربا يعد ويضنّ …..

 

 

 

قلنا نهرع إلى مصر..عربية وأصيلة ستثأر لنا ، فقال لنا زعيمهم : خذوهم إلى النقب..، ركضنا إلى البلدان العربية.. فوجدناهم في خطب رنانة وفي مظاهرات حاشدة..، ثم لا شيء… لا شيء… ،يا ربنا إنا مغلوبون فانتصر.. ،إنهم فعلوا ما لا يفعله كائن بشري.. بقروا بطون الحوامل.. مزّقوا البنت والطفل والشيخ أشلاء..، هدموا العمارات على شعب مستضعف منهوك لا مهرب له من القتل المبرمج… ،ونكاد نجنّ ممّا نحن فيه..، العالم كلّ العالم فتح فمه صارخا : أن كفّوا عن التفنّن في القتل… افتحوا المعابر..، اطلقوا الماء والكهرباء والمواد الغذائية.. ولا من مجيب…، بل تزداد وحشية الجريمة… ولا من رادع لها… يا الله أنا مهزوم حضاريا….. فانتصر… فأنت الوحيد… بابك مشرع للدعاء.. فاستجب يا الله…….

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …