ضربـــة جزاء
بقلم / علي الأسود
الجميع يتباكى على حال الرياضة الليبية والكل يقول ويتساءل : لماذا نحن دائما نقبع في الصفوف الخلفية ولم نحقق أي إنجازات كبيرة ؟ ونحن بدورنا نرد ونقول ما الذي قدمناه للرياضة في بلادنا حتى نتباكى عليها .. في الولايات المتحدة أكثر من 350 ألف ملعب لكرة المضرب ويمارسها حوالي عشرين مليون فرد ، صحيح نحن لسنا أمريكا ، ولكن كم ملعب تنس لدينا ؟.. كم ملعبا لكرة القدم .. لكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد ؟ وكم مضماراً لألعاب القوى وهي الرياضة التي يحكم بها الخبراء.
على مدى تطور الرياضة في أي دولة سوف نجد المحصلة صفراً وأن عدد ملاعبنا للعبة واحدة من تلك الألعاب لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ، وسنجد أيضا أن القاعدة التي يتم منها اختيار اللاعبين الموهوبين لا تتعدى بضع مئات ، وتعدادا بأكثر من 6 ملايين نسمة، أي حوالي 99 % من الشعب الليبي لا يمارس أي نشاط رياضي لأسباب معروفة لا ملاعب ولا منشآت رياضية ولا مدربين .. لاشيء، لماذا ؟ إذن لماذا التباكي على الرياضة الليبية .. لدينا كليات للتربية البدنية لكن بعض خريجيها يعملون في مجال آخر غير الرياضة والبعض الآخر لم تستفد منهم الرياضة بالشكل الأمثل .. مدارسنا، لا رياضة فيها ، لا ملاعب ، ولا منشآت رياضية برامج التعليم فيها ناجحة ، فالعالم كله يتبع نظاما ناجحا ، وهنا يخترع المسؤولون عن التعليم نظاما يعوق كل تقدم .. لدينا شركات كبيرة ورجال أعمال يملكون ما شاء الله ، لكنهم بعيدون عن الرياضة ولا يعرفون شيئا عنها .. لماذا لا يقومون بتبني لاعبين وفرق ومنتخبات ، ونسوا أن هذا يصنع لهم دعاية كبيرة تفوق دعاياتهم وإعلاناتهم في وسائل الإعلام المختلفة ؟ أين هم ؟ وماذا قدموا لبلادهم ؟! كم هي ميزانية الشباب والرياضة مقارنة بالقطاعات الأخرى ؟.. نجدها دائما هي الأقل ولا تكفي حتى لإنشاء ملعب صغير ، ومع كل هذا نتباكى على الرياضة لماذا لا نبدأ مشروعا قوميا لإنشاء ملاعب ومنشآت رياضية ضخمة في كل مدينة وفي كل قرية ؟ إن وجود هذه الملاعب والمنشآت يمثل استثمارا حقيقيا في خلق شباب قوي قادر على أداء دوره في المجتمع وعلى أكمل وجه ، إلى جانب ابتعادهم عن آفة العصر ( المخدرات والتطرف والفراغ ومع كل هذه المآسي التي تعانيها الرياضة الليبية لا يوجد لدى مسؤولي الدولة أي رد فعل ، ولكنهم يتباكون على الرياضة ويندبون حظها ، ولم يفكر أحد منهم في دراسة الأسباب التي أدت إلى ذلك لكي يقدم لنا روشتة ) العلاج اللازمة .