منصة الصباح

ماذا بعد كورونا ؟

كتب المبروك سالم

سيشهد العالم خلال الفترة القادمة سباقا يعد الأول من نوعه في مجال التصنيع الدوائي, الذي سيكون من أولويات هذه الدول، نظرا لما حصل لها خلال فترة الأزمة .. وسيكون التركيز على الصناعات الدوائية وإنشاء المعامل المختبرية وبناء المستشفيات الحكومية وكذلك تشجيع رؤوس الأموال للاستثمار في هذا المجال، واستقطاب الخبرات والكوادر الطبية من العديد من الدول وخاصة الدول العربية.

وربما يسأل سائل لماذا؟ فنقول له حتى يغطي العجز الذي حدث في الكثير من هذه البلدان، سواء على مستوى القوى العاملة التي فقدتها تلك الدول ،ولحاجتها لتدريب وتأهيل الكثير من الكوادر الطبية المتخصصة في مجال التمريض والمجالات الأخرى التي، لها علاقة بالطب مثل الأطباء المتميزين في أوطانهم، وتشجيعهم على الهجرة إلى هذه الدول للاستفادة منهم، وبهذه الطريقة تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد , أولا الاستفادة منه حيث يتم تأهيله لفترة بسيطة، بدل تكوينه من الصفر وثانيا الاستفادة في توفير العجز الحاصل في أطقمها الطبية، خاصة وأن الكوادر الطبية العربية لها القدرة على التفوق والنجاح وتقديم الأفضل، عندما تتوفر لهم حوافز ممتازة مقارنة بما كانوا يتحصلون عليه في بلدانهم مع توفير فرص الدراسة المجانية لأبنائهم وتهيئة المناخ المناسب لهم، ولهذا سنرى اجتياح موجات من الهجرة الطوعية والمرحب بها في اتجاه الشمال الأوربي خاصة من الدول التي بها اضطرابات سياسية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر سوريا واليمن والعراق وحتى ليبيا، كما سنرى على المنظور البعيد تكوين تحالفات جديدة بين بعض الدول الأوروبية وستنهار ربما حتى القوة الاقتصادية المتمثلة في وحدة النقد المعروفة باسم  (اليورو) وظهور أحلاف جديدة وسيكون للصين الشعبية دور فعال في بناء القوة الاقتصادية الكبرى التي سوف تغزو أفريقيا  وربما أجزاء من القارة العجوز، وربما لن يستمر الاتحاد الأوروبي كما كان يعتقد البعض أنه قوة اقتصادية كبيرة وسنشهد تطورا ملحوظا في بقية العالم العربي والإسلامي ودول أفريقيا، وعلى النمو السكاني من جهة ثانية وتكوين مجتمعات جديدة في هذه الدول مختلطة من جميع الأجناس وسوف يكون الاستثمار في الطاقة البشرية في السنوات المقبلة ولذلك نرى أن الدول العربية وخاصة بلادنا الاهتمام الكبير بشريحة الشباب وتشجيعهم على التعليم والدراسة وخلق حوافز لهم حتى لا يحدث فراغ هائل في تنمية وتطوير المجتمع إلى الأفضل.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …