منصة الصباح

ما القصة وراء انهيار قيمة العقود الآجلة لخام النفط الأمريكي؟

تواترت خسائر العقود الآجلة للخام الأمريكي، لتنهار بشكل غير مسبوق في تاريخ صناعة النفط وتصل إلى سالب 37 دولاراً للبرميل وهي المرة الأولى في التاريخ التي تظهر فيها عقود النقط الآجلة في أمريكا رقماً سالباً.

ملخص الحكاية المذهلة التي شهدها سوق النفط الأمريكي يمكن تحديدها في في بضع نقاط.

المشكلة الأساسية التي يواجهها البائعون ودفعتهم لبذل أموال للمشترين من أجل تشجيعهم على أخذ عقود عاجلة، تعود إلى التخزين في زمن كورونا، إذ تراجع الطلب بشدة على النفط نتيجة الإغلاقات المستمرة حول العالم، وتوقف صناعة الطيران بشكل شبه كامل .

ومع استمرار إنتاج النفط، أصبح هناك نفط فائض، و ليس هناك مكان لتخزينه في ظل عدم وجود استهلاك حقيقي له.

هذا يعيد للأذهان القاعدة التي رددها كثيرون «النفط سلعة تفقد قيمتها في حال توقف الطلب عليها».

موقع سكاي نيوز عربية ينقل عن خبير نفطي قوله إن السبب الأساسي للانهيار التاريخي “هو أن التجار الذين يتعاملون بالعقود الورقية، انتهت عقودهم، وأن المضاربين بالسوق اشتروا العقود ولم يستطيعوا تصريفها.. وحتى لو استلموا شحنات النفط، لا توجد أماكن لتخزينها، وهذه الجزئية لها علاقة طبعا بكورونا”.

معنى الرقم السالب حسب ما يشير موقع فاينانشال تايمز أن المنتجين يدفعون للمشترين ليأخذوا النفط منهم، لأنهم لا يعرفون أين سيخزنونه.

ووصف المحلل الاقتصادي جيسون جاميل هذه الحالة بقوله «إنها أكثر لحظات النفط كآبة في التاريخ».أما الصحفي المختص بشؤون النفط ستيفن شوك فيقول عن الحالة السالبة «بدأت الأمور الآن تبدو أسوأ، البطالة تزداد، وهذا يعني أن هناك أناساً أقل يستقلون سياراتهم، وهناك حركة نقل أبطأ، والأسوأ أن التوقيت لمثل هذه الحالة جاء في شهور اعتبرت دوماً إيجابية لسوق النقط الأمريكي».

يقول خبير أسواق النفط دانييل هاينس كما نقلت عنه CNBC «الانهيار سببه أن لعقود النفط الآجل تاريخ انتهاء ثم تصبح لاغية، ويضيف «تصبح قيمة العقد في مثل هذه الحالة سعر النفط في تلك اللحظة، وهي أسعار ضعيفة هذه الأيام، بسبب غياب الطلب وضعف مساحة التخزين، ما أجبر كثيرين على بيع العقود التي معهم ولو بالخسارة، كي يستطيعوا الرهان على الشهر المقبل».

يعتبر الخبراء الأمريكيون أن شهر مايو لن يكون الضربة الوحيدة التي قد تتلقاها العقود الآجلة في بلادهم، بل إن شهر يونيو يعيش ضغطاً منذ الآن، ولن ينقذه إلا تخفيف بعض القيود المفروضة بسبب كورونا.

ويعتبر دانييل هاينس مشكلة شهر يونيو مؤجلة فقط، لكنها ممكنة الحدوث للغاية، إن لم يتم تحسن الطلب، في ظل استبعاده زيادة مساحات التخزين.

وأجمع عدد من خبراء النفط الذين تحدثوا لقنوات تلفزيونية مختلفة بأن الحل الوحيد لإنقاذ شهر يونيو من مصير سابقه، أن تتدخل الحكومة الأمريكية في شركات إنتاج النفط وإجبارها على التوقف.

من المتوقع أن تزيد هذه الأرقام وهلع الإعلام حول الأرقام التاريخية السلبية الضغوط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليخفف من قيود التحرك لاحتواء وباء كورونا، وهو الذي ألمح أكثر من مرة لعدم رضاه على مثل هذه التحركات التي تضر بالاقتصاد حسب وصفه.

ويتهم مراقبون دونالدو ترامب بتضليل تجار العقود الورقية الآجلة، إذ وعدهم بأن لا تدوم أزمة كورونا، كما توقع ارتفاع أسعار النفط، وهي أمور لم تتحقق.

شاهد أيضاً

مُشاركة ليبية في كتابٍ عالمي حول ثقافات السلام

  شاركت عميد كلية اللغات بجامعة بنغازي “د.هناء البدري”، رفقة أخريات من فلسطين، والسعودية، وبريطانيا، …