عبد الرزاق الداهش
بدلَ أن نُفكر في سحب فئة 50 دينار لكونها خارج التداول، كان علينا أن نفكر لماذا هي خارج التداول؟
ولماذا هذه الفئة تُستخدم للادخار، من قبل أصحاب الأموال، ويتم الاحتفاظ بها تحت بلاط البيوت، وليس إبط المصارف..
ثُمَّ من بحوزتهم فئة الخمسين؟ أليسوا أصحاب الأموال الذين بإمكانهم حجز فئة العشرين كمُدخرات؟
يعني سحب فئة الخمسين، سوف يدفعُ أصحابَ المال للاتجاه إلى فئة العشرين، وهكذا نُعالج ضعف البصر بالعَمى..
تفضلوا، إسألوا من تريدون، عمَّن يُفضل إيداعَ أمواله بالمصرف، بدل الاحتفاظ بها تحت وسادته بغرفة النوم؟
لا احد سيختار “بهدلة” المصارف، تفتح له الأبواب عند الإيداع، ويقال: (يفتح ربّي)، عند السحب..
وكم من الذين تقشّرت وجوههم من أجل سحب نصف مرتبهم؟ وكم من دفع رشوةً لسحبِ جُزءٍ من رصيده؟
صناعةُ الصرف في العالم، تعني فن إدارة أموال المودعين، أما في ليبيا فهي فن البهدلة، والمرمطة..
لا يمكن أن تفرضَ قيوداً على بيعِ النقد الأجنبي، وأربعة آلاف للأغراض الخاصة، وهذه سلعة يُفتح لها اعتماد، وتلك يُغلق في وجهها الباب، ولا تكون هذه النتائج..
يعني أزمة سيولة، وطوابير على المصارف، وتراجع لأداء الدينار، وفساد اعتمادات، وباقي مستحضرات 2017..
لا يمكن إعادة نفس الحل، لذاتِ المشكلة، وننتظر نتائج مختلفة..