منصة الصباح

تقييم قيمة الواقع الافتراضي كأداة للتعاطف: حوار مع عالمة الأنثروبولوجيا ليزا ميسيري  

 

في كتابها الأخير، “في أرض غير الواقعية: الواقع الافتراضي والواقع الآخر في لوس أنجلوس” (مطبعة جامعة ديوك)، تدرس عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة ييل ليزا ميسيري مجتمعًا من رواة القصص والفنانين ومبتكري التكنولوجيا المقيمين في لوس أنجلوس الذين يركزون على استخدام الواقع الافتراضي (VR) لعلاج العلل الاجتماعية من خلال توليد التعاطف تجاه المجتمعات المهمشة.

تناقش ميسيري في الكتاب إمكانيات الواقع الافتراضي كأداة للتعاطف، وتقدم نظرة نقدية على استخدام هذه التكنولوجيا كحل سحري للمشاكل الاجتماعية.

حاورنا ميسيري حول الحقائق الممزقة، والواقع الافتراضي كأداة للتعاطف، ومجتمع الواقع الافتراضي في لوس أنجلوس، وحكمها على هذه التكنولوجيا.

ما هي الحقائق الممزقة وغير الواقعية؟

تُشير ميسيري إلى “الحقائق الممزقة” كطريقة لوصف الاختلافات في الواقع بين الأفراد والمجتمعات. فكل شخص يعيش في عالمه الخاص، والذي قد يختلف اختلافًا كبيرًا عن عالم شخص آخر. على سبيل المثال، قد يختلف واقع شخص يعيش في بلد مزقته الحرب عن واقع شخص يعيش في مجتمع غني ومزدهر.

ما الذي يميز استخدام الواقع الافتراضي كأداة للتعاطف؟

تُشير ميسيري إلى استخدام رواة القصص والفنانين للواقع الافتراضي لخلق تجارب غامرة تضع المشاهدين في مكانة أشخاص من بيئات مختلفة. هدف هذا النهج هو إثارة ردود فعل قوية ومتعاطفة لدى المشاهدين، مما قد يؤدي إلى تفهم أفضل للمجتمعات المهمشة.

لماذا ركزت على مجتمع الواقع الافتراضي في لوس أنجلوس في عام 2018؟

تُوضح ميسيري أن لوس أنجلوس كانت مركزًا مهمًا لابتكار الواقع الافتراضي في ذلك الوقت، مع وجود العديد من الشركات الناشئة والمشاريع التي تركز على استخدام هذه التكنولوجيا لسرد القصص والتأثير الاجتماعي. كما كان هذا الوقت أيضًا هو بداية صعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أدخل فكرة “الحقائق البديلة” إلى الخطاب العام. رأت ميسيري أهمية دراسة الواقع الافتراضي في هذا السياق، حيث كان يُستخدم لنشر قصص مختلفة ووجهات نظر.

كيف تعاملت مع استخدام الواقع الافتراضي كآلة للتعاطف في عملك مع شركة Embodied Labs؟

تعاونت ميسيري مع Embodied Labs، وهي شركة ناشئة تستخدم الواقع الافتراضي لمساعدة مقدمي الرعاية على فهم تجارب مرضاهم من كبار السن بشكل أفضل. رأت ميسيري في هذا المشروع فرصة لدراسة استخدام الواقع الافتراضي لخلق التعاطف بطريقة أخلاقية وفعالة.

ما الذي ميز عمل Embodied Labs عن تطبيقات الواقع الافتراضي الأخرى التي تركز على التعاطف؟

تُشير ميسيري إلى أن Embodied Labs لم تستخدم الواقع الافتراضي ليحل محل التفاعل البشري، بل كأداة لمساعدة مقدمي الرعاية على فهم عملائهم بشكل أفضل. كان هؤلاء مقدمي الرعاية على دراية تامة بتجارب مرضاهم، مما سمح بتفاعل أكثر دقة وواقعية.

ما هو حكمك على الواقع الافتراضي كأداة للتعاطف؟ هل ستجعل العالم مكانًا أفضل؟

تعتقد ميسيري أن الواقع الافتراضي يمكن أن يكون أداة قوية لزيادة الوعي بالتحديات الاجتماعية وخلق التعاطف مع الآخرين. لكنها تحذر من أن هذه التكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل التفاعل البشري أو تُستخدم كحل سحري للمشاكل الاجتماعية. يجب استخدام الواقع الافتراضي بشكل مسؤول ومدروس، مع مراعاة السياق الاجتماعي والثقافي.

في الختام، تقدم ميسيري نظرة متوازنة للواقع الافتراضي كأداة للتعاطف. فهي تقر بإمكانيات هذه التكنولوجيا في خلق تجارب غامرة ومؤثرة، لكنها تحذر أيضًا من مخاطر استخدامها بشكل غير مسؤول.

شاهد أيضاً

ليبيا تشارك في ملتقى الألكسو الأول للباحثين الشبان بتونس

  شاركت السفارة الليبية بتونس في فعاليات الملتقى الأول للباحثين الشباب في التراث الثقافي العربي، …