تمكن علماء الآثار أخيرا من حل لغز اختفاء أول حضارة متقدمة في أوروبا، بفضل لوحات أثرية قديمة، تدحض نظرية القضاء عليها بكارثة طبيعية.
وازدهرت الحضارة المينوسية أو المينوية بين عامي 2700 قبل الميلاد و1450 قبل الميلاد، لكن الأدلة على وجودها اختفت بحلول عام 1100 قبل الميلاد.
وعاش المينويون في جزيرة كريت، وبنوا قصورا ضخمة متعددة الطوابق، وأنشأوا أعمالا فنية ذات طابع خاص، وغيرها من المجالات التي تعكس مدى ازدهار هذه الحضارة القديمة.
ولطالما حير اختفاء الحضارة المينوية علماء الآثار، الذين كانوا يعتقدون في السابق أن أهلها قُتلوا بسبب البراكين أو موجات المد والجزر أو الزلازل، لكن اللوحات القديمة التي تمت دراستها، تكشف أنه لم يتم القضاء على المينويين كما كان يعتقد سابقا، بل إن حضارتهم تغيرت تحت التأثيرات الثقافية الأجنبية.
وكانت أقدم أنظمة الكتابة في جزيرة كريت، خلال العصر البرونزي، تعتمد على الكتابة الهيروغليفية، وتبعها نظام كتابة مقطعي يسمى Linear A، ويعد من أقدم النظم في العالم، لكن اللوحات الموجودة في مدينة كنوسوس الضخمة التابعة للحضارة المينوية، التي تعود إلى 1450 قبل الميلاد، استخدمت نظاما آخر يسمى Linear B، وهو ما قلب نظرية حدوث كارثة طبيعية وكشف أن المينويين غيروا ثقافتهم بشكل جذري.
وتكشف اللوحات أن المدينة تعرضت للهجوم من قبل الميسينيين المجاورين لها، وهذا يعني أن الحضارة لم تمح ولكنها غيرت نظمها الإدارية، بحسب العلماء .
ويقول عالم الآثار كولين ماكدونالد من المدرسة البريطانية في أثينا، إن الحضارتين اندمجتا معا تدريجيا، وأصبحت الثقافة الميسينية هي المهيمنة، ما نتج عنه تغيير نظم اللغة والكتابة المستخدمين في المدينة، بالإضافة إلى تغييرات العديد من الممارسات بينها طقوس الدفن، كما اختفت أعمالهم الفنية المميزة بسبب الدمار الناتج عن الغزوات.
ويشير العلماء إلى أنه ربما تغير الدين المحلي أيضا عقب سيطرة الميسينيين على المنطقة.
المصدر: ذي صن