بقلم: د. علي عاشور
السنغال دولة أفريقية مسلمة، ومستعمرة فرنسية سابقة، يبلغ عدد سكانها أكثر من ثمانية عشر مليون نسمة، تعتمد حكومتها اللغة الفرنسية في كافة إداراتها ومعاملاتها الرسمية رغم استقلالها عام 1960م، لكنها تحتوي على الكثير من اللغات، كما يدين جُل شعبها بالديانة الإسلامية، ويكثر فيها التصوف الإسلامي وتنتشر فيها الطرق الصوفية انتشاراً كبيراً.
وعلى الرغم من أن شعبها يدين بديانة الإسلام، إلا أن نسبة قليلة منه يتحدث اللغة العربية بلهجتها الحسانية التي يتحدث بها أهل الصحراء من شعوب البيضان الموجودين في المغرب والجزائر وموريتانيا وشمال مالي… كما إن اللغة الفرنسية ليست اللغة الأكثر تداولاً واستخداماً بين أبناء الشعب السنغالي، إذ أنهم يتحدثون في تعاملاتهم اليومية اللغتين الفلانية والولوفية… أما بقية اللغات فتتكلم بها نسبة قليلة من أبناء هذا الشعب.
وقد انتشرت قبل أيام إشاعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية المختلفة مفادها أن الحكومة السنغالية تعتمد اللغة العربية لغة رسمية للبلاد بدلاً من اللغة الفرنسية، وقد لاقت هذه الإشاعة ردود أفعال عربية إيجابية كثيرة، لكن الحقيقة أنها مجرد إشاعة، فلغة السنغال الرسمية ما تزال فرنسية حتى الآن، ولا يعرف سبب نشر مثل هذه الإشاعات التي تناقلتها وسائل إعلام إلكترونية عربية في عدة دول عربية، ناهيك عن المواقع والصفحات بالمواقع الاجتماعية مفتخرين بمثل هكذا قرار، رغم أنه في الحقيقة لم يصدر عن الحكومة السنغالية الحديثة.
وأنا أرى أنه ليس بغريب أن تنتشر مثل هذه الإشاعات في الدول العربية، إذ أن شعوبها عطشة لخبر يعزز الانتماء للعروبة ويحفظ للعرب هيبتهم ولو معنوياً، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الأمة العربية نتيجة لعجزها عن نصرة أهل فلسطين من الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها منذ ما يقرب عن عام….