د ابوالقاسم عمر صميدة
بما ان أسماك التونة الثمينة والتى تعيش فى المحيطات وتأتى الى البحر المتوسط ومنه الى خليج سرت الليبي حيث تضع بيوضها وتتكاثر ، ولأن هذه الدورة هى جزء من حركتها الفصلية والسنوية المعتادة ، فقد قامت وتقوم دول عدة على رأسها اليابان وايطاليا واليونان واسبانيا وفرنسا بتعقب واعتراض حيتان التونة خلال مغادرتها للمتوسط وذلك بعد ان اوصت الامم المتحدة بعدم اعتراضها خلال دخول المتوسط لأنها محملة بالبيوض ، ولأن لصوص التونة الدوليين لم يجدوا من يبعدهم فقد اغتنموا عدم الاستقرار والفوضى فى ليبيا فقاموا ويقومون بالسطو على الثروة البحرية الليبية جهاراً نهاراً ، بل ان بعض الشركات والصيادين يزعم خلال محادثات التعريف مع بعض الدوريات الليبية القليلة وضعيفة الامكانيات والتدريب والاهتمام ، تزعم تلك المراكب انها لإنقاذ المهاجرين أو انها فى مهمة مراقبة للشواطىء لمنع التهريب مما يحول دون تفتيشها والاقتراب منها لمعرفة حقيقتها ، وكتبت صحيفة ” الاقتصاد اليابانى ” فى الشهر المنصرم ” إن جائحة كرونا لم تؤثر على معدلات صيد سمك التونة بالنسبة لليابان ، بل ان المعدل ازداد نمواً وخصوصاً ما يتعلق بالصيد فى منطقة البحر المتوسط ، وهذه إشارة للنشاط اليابانى فى المتوسط وتحديداً قرب الشواطىء الليبية وخصوصاً منطقة وسط ليبيا البحرى حيث تمارس سفن الصيد البحرى اللصوصية على ثروات ليبيا دون رادع او احترام للسيادة الليبية ، وللاسف الشديد حين قامت دورية ليبية بإبعاد سفن صيد ايطالية ضجت وسائل الاعلام الايطالية بالحديث عن التعدى الليبي ، بل ان ايطاليا ارسلت بكل وقاحة سفينة حربية لحماية لصوص التونة ، إن هذه الوضعية لا يمكن لها ان تستمر وعلى الجهات الليبية المسؤلة ان تتحرك وتتحمل تبعات هذه الانتهاكات المستمرة ، وأن ترفع صوتها وتُبلغ مكتب الامم المتحدة حيث أننا نخضع للبند السابع ، رغم ان ذلك لا يعنى تسليم بلادنا لكل من هب ودب ، كما اننا ندعوا البرلمان ” نواب الشعب!” للتوقف عن العبث وكسب الوقت للبقاء اطول فترة ممكنة وعرقلة كل شىء قد يفيد الوطن ، ندعوه للوقوف فى صف الوطن ولو لمرة واضحة بأن يقدم استجواب حول الانتهاكات المستمرة للمياه الاقليمية ونهب الثروات البحرية ، وكلنا أمل فى وقف هذا العدوان اليابانى الايطالى على بحرنا وحدودنا الدولية .