منصة الصباح

كيف تُصنع العقول ؟

اوكسجين
بقلم /نصر الدين الورشفاني

في احد المجتمعات التي تتميز بالتقدم والتطور لماذا يتسم بالعطاء وبالابداع في مستويات الحياة ، فلنقارن احد هذه المجتمعات بمجتمع عربي ما ، ترى ماذا سنلاحظ ؟! منذ حقبة السبعينات لم يكن للكائن العربي سوى انه اداة طائعة تصنع صناعة من قبل ادوات السلطة ، برغم التخلف والجهل الذي كان يعيشه المواطن العربي الا انه في مرات عديدة وكثيرة لم تكن مهمته سوى الهتاف للرئيس والغناء له والتطبيل له والرقص له ، في الوقت الذي كانت فيه المانيا على سبيل المثال يدرس علمائها و وتبحث طاقاتها البشرية عن كيف تصنع دبابة ليزرية او كيف تطور احد اسلحتها او كيف تبدع سلاح جديد او سيارة جديدة فائقة السرعة ومهولة الرفاهية وقمة الابداع بل واحيانا الاعجاز عن اجابة السؤال وهو كيف وصل هؤلاء البشر للتطور الصناعي والتكنولوحي الذي نحن نعيشع اليوم في نفس الوقت الذي كان فيه الكائن العربي يهتف بانه فداء لحياة النام او رئيس ما سمب ماشئت من رؤساء العرب وقاداتهم وزعمائهم من المحيط الى الخليج ، فالمعادلة كانت بسيطة جدا بين المواطن والرئيس ، ساوفر لك الامن والجوع والقنوظ واضمن لك ان لامساس من اي عدو قد تقترحه مخيلتك واضمن لي في المقابل ان اتحدث باسمك وان لا اتزحزح عن كرسي الزعامة، المهم لاتفكر لاتصنع لاتبدع لا جديد المهم لاتقول لي في يوم انك صنعت كمبيوتر مثلا او هاتف نقال او ساهمت في تجديد او اعمار او في بناء ، المهم لاتقرتب ولاتفكر ولايشوب فكرك شائبة في الاقتراب من الدائرة السوداء او ان يكون اسمك في القائمة السوداء او ان تكون مشتبه به في تخطيط او تنظيم ما او، لامهم ان تكون كائنا لك حريتك وابداعك وتطورك وشغفك بالحياة لامهم ! المهم اظل انا في الكرسي وتظل انت تهتف باسمي طالما الشمس اشرقت ، هكذا كان يصنع العقل العربي الذي اهانوه ودمروه واصاغوه لقمة سائغة لمتطلبات الحياة وان يظل دائما يعيش حياة النكد والفقر والعازةوالمعاناة والحاجة لكل ماتقتضيه متطلبات العصر والحياة وتظرها .

شاهد أيضاً

من نيفيل جافا إلى أمادو سانو.. وشهر حداش

بداية نوفمبر الجاري استقبل النائب الثاني لرئيس مجلس النواب ووزير الخارجية وعدد من المسؤولين بحكومة …