منصة الصباح

كي بيهم كي بلاهم ..

باختصار

د. علي عاشور

منذ فترة ليست بالقليلة تراودني تساؤلات عدة حول النخب في ليبيا، أهم تلك التساؤلات هي: ما الذي يميز الشخص النخبوي عن سواه؟ وما الأدوات التي يجب أن يمتلكها الفرد لكي يصنفه المجتمع بأنه من النخبة؟.

لا أريد الدخول في جدال معنى النخبة، ولن اتتبع جدرها اللغوي في قواميس اللغة ومعاجمها، لكن دعونا نحدد من هم النخبة في بلادنا، هل هم أصحاب النصيب الأوفر من التعليم من حاملي الشاهدات العليا والدقيقة (الدكتوراة والماجستير)؟ أم هم رجال المال والأعمال؟ أم رجال السياسة والسلطة؟ أم هم أهل الثقافة والإعلام والآدب؟ أم هم وجهاء القبائل وزعمائها؟ أم هم كل ما سبق؟.

النخب الذي أقصد هي الفئة المثقفة الواعية المتفاعلة مع كل مجريات الأحداث التي تمر بها البلاد في جميع مناحي الحياة، وأنني لأسطر كثيراً تحت كلمتي (الواعية المتفاعلة)؛ لأنهما صفتان يجب أن يكونا متلازمتان ومترابطتان يتوفران عند كل من يريد أن يصنف بأنه من النخب، فالإنسان الواعي بقضايا مجتمعه والمتفاعل معها؛ سيخلق تأثيراً في محيطه مما يساهم في بناء المجتمع وتطويره.

لكن هل تتوفر في مجتمعنا الليبي النخب بالمعنى السليم؟، وإذا كانت الإجابة بنعم، فأين دورهم في المجتمع؟، ولماذا لا يتفاعلون مع القضايا المختلفة؟.

في اعتقادي أنه لدينا من الكفاءات الواعية ما يكفينا، لكن وللأسف الشديد وكيف ما يقولوا: (كيف بيهم كيف بلاهم)، إذ يغلب على جل هذه الشخصيات (الركود والأنانية والنرجسية)، فلا تفاعل يمكن تسجيله لهم مع الأحداث، ليس لأن أمر التفاعل غير متاح، بل لأن الخوف قد سيطر عليهم، حيث إن منهم من يمتنع عن التفاعل المجتمعي خوفاً من المساس بالمكاسب التي حققتها، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، ومنهم من يلجأ إلى التحفظ عن التفاعل مع القضايا العامة خوفاً من التغيير الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، مما يؤثر سلباً في المكاسب المحتملة التي قد يتحصل عليها… أو تلك الموعود بها مستقبلاً.

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …