الصباح/أ ف ب: أفادت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) الأحد أن ممثلين للحكومة والجبهة الثورية السودانية التي تضم أربع حركات مسلّحة وقعوا بالأحرف الأولى اتفاقا لإنهاء 17 عاما من الحرب الأهلية.
ومن المفترض أن يتم التوقيع الرسمي للاتفاق الاثنين في جوبا عاصمة جنوب السودان.
وبحسب “سونا”، قام ممثلون لمختلف الأطراف بتوقيع الأحرف الأولى من أسمائهم في جوبا على البروتوكولات الثمانية التي تشكل اتفاق السلام: الأمن وقضية الأرض والحواكير والعدالة الانتقالية والتعويضات وجبر الضرر وبروتوكول تنمية قطاع الرحل والرعاة وقسمة الثروة وبروتوكول تقاسم السلطة وقضية النازحين واللاجئين.
ومن المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس جنوب السودان سلفا كير والعديد من الوفود الأجنبية بالتوقيع الرسمي الاثنين مع الجبهة الثورية السودانية.
ويضم هذا التحالف الحركات التي حاربت في دارفور (غرب) وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في الجنوب.
وتوجه حمدوك إلى جوبا الأحد على رأس وفد كبير يضم خمسة وزراء بحسب وكالة “سونا”.
واستقبل كير في مكتبه في جوبا حمدوك وناقشا القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها توقيع اتفاق السلام الاثنين مع الجبهة الثورية.
وقال حمدوك في مؤتمر صحافي عقب اللقاء “إننا سعيدون جدا لنكون في وطننا الثاني، دولة جنوب السودان والتقينا مع فخامة الرئيس الفريق أول سلفا كير ميارديت، وكان لقاء مثمرا وتناقشنا معه في قضايا كثيرة على رأسها ما نصبو لتوقيعه غدا لاتفاق السلام كمرحلة أولى”.
وأضاف “عند توقيع إعلان جوبا في أيلول/سبتمبر الماضي، توقع الجميع أن يتم الوصول إلى السلام خلال شهرين أو ثلاثة أشهر”، متابعا “أن ذلك الاحساس نابع من حقيقة أن الطرف الحكومي لا يتفاوض مع طرف آخر مختلف، بل نتحاور مع قوى الكفاح المسلح وهم جزء من هذه الثورة، لكن حين بدأنا مناقشة القضايا، اتضح لنا (…) أن هذه القضايا معقدة في مكان ما لكن استطعنا أن ننجز هذا العمل الكبير في هذه الفترة، وهذا يشكل البداية لبناء السلام”.
وأورد “سنعمل معا مع فريق الوساطة وقيادة دولة جنوب السودان لتحقيق ما تبقى من أجندة”.
ويرافق رئيس الوزراء وفد رفيع المستوى، يضم وزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس ووزير العدل نصر الدين عبد الباري، ووزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح وهبة محمد علي وزيرة المال والتخطيط الاقتصادي المكلف والمهندس خيري عبد الرحمن وزير الطاقة والتعدين المكلف والمدير العام لجهاز الاستخبارات العامة الفريق أول جمال عبد المجيد.
وبدأت مفاوضات السلام، وهي أولوية للحكومة السودانية الجديدة بعد سقوط عمر البشير في نيسان/أبريل 2019، في تشرين الثاني/نوفمبر في جوبا.
وينص الاتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلا لجميع مكونات الشعب السوداني.
لكن مجموعتين لن توقعا الاتفاق الاثنين هما “حركة تحرير السودان” بزعامة عبد الواحد نور و”الحركة الشعبية لتحرير شمال السودان” بزعامة عبد العزيز الحلو.
وقد انهارت اتفاقات سلام سابقة مثل اتفاق العام 2006 في أبوجا (نيجيريا) واتفاق العام 2010 في قطر.