منصة الصباح
مفتاح المصباحي

كفّوا أيديكم عن ليبيا..

مفتاح المصباحي

ما أعاد ذاكرتي إلى ذاك اللقاء وذلك التصريح، هو ما نشرته البعثة الأممية اليوم بشأن توقيع البعثة اتفاقية مع القطريين، حسب قولها “دعماً للمشروع المشترك، مشروع دعم الحوار السياسي وتعزيز المشاركة المدنية”..

وبالنظر إلى التعليقات على منشور البعثة بصفحتها الرسمية، نجد أن الجميع يرفض هذا التمويل المشبوه، لحوار ليبي ليبي، واعتباره تدخلاً في الشؤون الداخلية لليبيا، خاصة من القطريين الذين لم ولن يكونوا على حياد بين الأطراف الليبية، وكذلك تساءل كثيرون عن الهدف الحقيقي للبعثة من وراء ذلك التمويل، وماهية المشروع المشترك..

إن أي ليبي، مهما كان توجّهه، ومهما بلغ اختلافه مع ليبي آخر، لن يقبل أن تكون بلاده يداً تتسوَّل بها البعثة الأممية من الآخرين، خاصة تلك الأطراف الغارقة بأفعالها المشبوهة، في وحل الأزمة الليبية، كقطر وتركيا والإمارات ومصر وغيرهم..

لذا من الواجب والضروري على المندوبية الليبية بالأمم المتحدة تقديم شكوى في البعثة إلى الأمين العام، بشأن هذه الاتفاقية المشبوهة، وعلى الأطراف السياسية كافة، وكذلك من تجمعهم البعثة كمنظمات مجتمع مدني وفاعلين وممثلين ليبيين، وقف التعامل مع البعثة وأعضائها، فالأمر تجاوز حدود المنطق والمقبول، وصار مساساً بالكرامة..

فالليبيون رغم اختلاف توجهاتهم، إلا أنهم قادرون على الاتفاق والتفاهم فيما بينهم، وهذا ما يثبته تاريخهم، فقط حين لا وجود لأي تدخل خارجي بينهم، فالليبي يُسقط كل الخلاف مع أخيه الليبي عندما يكون لقاءهم وجهاً لوجه لا وساطة ولا بعثة ولا سفارات..

إنَّ ليبيا التي استطاعت كتابة أفضل دستور، ومنحت حق الانتخاب للمرأة، عندما كانت نسبة الأمية بين أبناءها تتجاوز التسعين في المائة، قادرة على تجاوز محنها المصطنعة، وأزماتها المفتعلة، دون تمويل ولا وساطة من الآخرين..
فقط كفّوا أيديكم عن ليبيا..

شاهد أيضاً

جلسة تشاورية لمكافحة العنف الرقمي ضد المرأة في الانتخابات

جلسة تشاورية لمكافحة العنف الرقمي ضد المرأة في الانتخابات

نظمت وحدة دعم المرأة بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وبالتعاون مع مكتب النائب العام وبرنامج الأمم …