كاميرا خلفية
بقلم /أحمد الرحال
الحديث عن الاحتفال بالذكرى التاسعة لانطلاق ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة لا يحتاج منا إلى التفكير في فكرة لموضوع نكتبه أو منطلق للفكرة كي نرسم منها الكلام..إنها الثورة المظلومة وذلك لأنها كانت ثورة عفوية ليبية تحركت ضد الدكتاتورية والقمع ولم يقدها قائد بعينه ولم تقدها حركة سياسية بعينها..الظلم الذي وقع على فبراير هو الظلم نفسه الذي وقع على الليبيين، لأن فبراير في حقيقتها ثورة ليبية صميمة مهما قال عنها كذاب أو دعي أو أفاق. قد يكون الظلم الذي وقع عليها من أبنائها أو من بعض أبنائها، غير أن استغلال حراكها كان واضحا لم أن أراد أن يرى. لست هنا لكي أتحدث عن قصة فبراير، فالمقام لا يسمح، لكنني سأتحدث عن الظرف الذي جاءت فيه الذكرى التاسعة. الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة تلتحم هذا العام مع عملية بركان الغضب التي تدافع عن طرابلس من مجرم يلقي أسلحته وقذائفه على المدنيين ويكذب، ولكنه عاجز في الحقيقة أمام رجال بركان الغضب الذي سدوا أمامه الطريق فلم يستطع تحقيق حلمه المريض للتسلط وحكم ليبيا من داخل طرابلس. خرجنا إلى الشوارع نمشي بين الناس وذهبنا إلى ميدان الشهداء والناس يحتفلون والأعلام تزين سماء طرابلس وشوارعها في تعبير عن التحدي والرفض قائلة بأعلى صوتها للمعتدي: لن تدخلوها..أناشيد بركان الغضب التي تندمج مع أناشيد وأغاني فبراير تجعل الأمل في نفوس الناس يزداد بأن البلاد لن تستقر ولن تهدأ ولن تبدأ في البناء والتنمية إلا بعد التخلص من المعتدي ومن معه الذين لم يوفروا جهدا لكي يذلوا الناس ويقهروا البلاد ويتحكموا في مقدراتها.. هذه الاحتفالات لم يتم الانفاق عليها من خزينة الدولة ولا من أموال الشعب، بل تم الاشراف عليها أهليا، فتشكلت لجنة وقام الكشافة بالعمل اللوجستي والميداني وتعاون الناس لكي تظهر الاحتفالات في شكلها الكبير الذي ظهرت به.. لابد أن يكون هناك من يتذمر ويرفض ظنا منه أن الاحتفالات ليس وقتها أو أن فبراير لم تقدم شيئا. هذا لا يهم، فربما كان العذر لهؤلاء أن النفاق الذي فرضه نظام القذافي طيلة ما يزيد عن أربعين عاما غرس في العقل الباطن لهؤلاء أن النفاق يصاحب كل احتفال وطني مهما كان.. من ذلك كله، يكون من العبث أن أبحث عن فكرة لكتابة شيء عن ذكرى عظيمة خالدة مهما تآمر عليها من أبنائها أو من أعدائها المتآمرون. وسير الأحداث بعد سقوط النظام السابق إلى يومنا هذا يحتاج إلى منصفين ليتحدثوا عن كل ما جرى. أما هنا فلن يسعني إلا أن أقول إن ثورة السابع عشر من فبراير ثورة ليبية صميمة لكنها مظلومة مثلما وقع الظلم دائما على الليبيين.والمظلوم لا يمكن أن يبقى هكذا حاله، بل سيكون الأمل كبيرا لنصل إلى البناء والاستقرار والسلام.