منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
كتبت : فتحية الجديدي
سجلت بعض البلدان العربية حالات إصابة بفيروس كورونا منذ انتشار بنسبة أقل من الدول الأوروبية, وكانت في معظمها قادمة من بلدان مختلفة تنوع طقسها بين البارد إلى أشد برودة, لكنها – أي البلدان العربية – لم تسجل حالات مرتفعة مقارنة بغيرها.
ووفق ما اتضح من خلال الكشف عن هذه الحالات تبين أنها تواجدت بمجتمعات سجلت إحصائياتها الصحية الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات من الأسبوع الأول لتاريخ انتشار المرض, خاصة أولئك الذين تزيد عمرها عن الخمسين والستين عاما!
وقد رجح العديد من الباحثين خلال هذه الأزمة أن كورونا تصيب الأشخاص كبار السن, وأن العديد من المجتمعات يعتبر متوسط الأعمار بين (60-65) عاما مما أوضح بأن هذه المجتمعات هي كهلة بالنسبة لعدد سكانها, وبالتالي هي أكثر عرضة بالإصابة.
ويبدو هذا الحديث متماشيا مع الواقع, فالقارة الأوروبية العجوز هي أكثر من يدفع ثمن الجائحة, ففي إيطاليا يفتك الفيروس بأعداد مهولة كل يوم, وتقترب البلد من تسجيل 20 ألف حالة وفاة, وليست إسبانيا ببعيد عنها, فيما تسير أرقام الإصابة في فرنسا باضطراد مع الزمن.
في المقابل, تعتبر المجتمعات العربية من المجتمعات الشابة.. وربما هذا ما يفسر انخفاض معدلات الإصابة والوفيات بالرغم من النظام الصحي المتهالك لهذه البلدان.
فالعديد من بلدان المنطقة تعاني مشاكل سياسية واضطرابات أمنية, مما يضعف من قدراتها في مواجهة الوباء, لكنها وبشكل غير منطقي (وفقاً للاستعدادات والإمكانات الطبية) تسجل أرقاماً أقل من نظيراتها الأوروبية.
والتفسير المنطقي الوحيد هو معدل الأعمار في هذه البلدان, ففي ليبيا مثلا يقدر عدد من تقل أعمارهم عن الأربعين بحوالي 60% من المجتمع, مما ينبئ بإمكانية مجابهة للفيروس والحد من تأثيراته الضارة على المجتمع ( من الناحية الصحية).
ولا يعني هذا الأمر أن نتكل على هذه الافتراضات, فالحذر واتباع التعليمات هو الأساس في التعامل مع الجائحة, لاسيما وأن لقاحاً فعالا ضد مسببها قد لا يتوفر قريباً.
لكننا هنا نسوق هذه الافتراضات لأنها ذكرت من مراكز دراسات عدة, وأيضاً كمحاولة لرفع معنويات المواطنين في ظل ما يعانونه من خوف وهلع يحيط بهم من كل جانب .. ولسان حالنا وحالهم يقول : مادمنا مجتمعا شابا.. فهل سنكون في منأى من أخطار كورونا ؟.
