إعداد: مناف بن دلة
يحل اليوم الأول من أبريل, وهو اليوم الذي اعتاد فيه كثيرون على تبادل الأكاذيب على سبيل المزاح, وسط ظروف تختلف عن سابقاتها, فالعالم يواجه خطراً محدقاً به, يتمثل في جائحة كورونا, التي عصفت ببلدان كثيرة, وخلفت حالات إصابات تقترب من المليون, ووفيات تجاوزت الـ20 ألفاً.
ورغم التحذيرات التي انتشرت منذ بداية ظهور الوباء في شهر ديسمبر الماضي, فإن جهات عدة لم تلتزم وأصدرت تصريحات ونصائح مضللة, بعضها عدّه المختصون ضاراً على الصحة.
وبمناسبة يوم (كذبة أبريل) نورد أهم التصريحات والنصائح المضللة حول وباء كورونا.
البداية من فيسبوك
البداية كانت في السابع من فبراير, عندما كان المرض محصوراً في دول قليلة.. حينها كتب شخص ما على موقع فيسبوك أن صديق عمه وهو طبيب يحمل درجة الماجستير ويعمل في مستشفى شينزين في الصين, ثم أورد أعراض المرض قائلاً أن سيلان الأنف علامة على عدم الإصابة به.
ورغم أن سيلان الأنف يعد نادر الحدوث عند الإصابة بكورونا, فإن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض يقول أنه قد يحدث في بعض الأحيان.
ادعاء إصابة المشاهير
وبعد أن وصل الفيروس إلى إيطاليا وبدأ بالانتشار أفقيا بشكل مرعب, توالت الأخبار عن إصابة لاعبين مشاهير, أولهم دانييلي روغاني لاعب يوفنتوس, لتنتشر لاحقاً أخبار مفادها أن زميله في الفريق, البرتغالي كريستيانو رونالدو مصاب هو الآخر, وهو ما تمّ نفيه لاحقاً.
شائعات عن علاجات فعالة
وإن كان خبر إصابة أحد المشاهير قد يكون مقبولاً, فإن نشر أخبار مفزعة حول انتشار المرض (بدون مصادر معتبرة) يعتبر تجرداً من الإنسانية, ومن أمثلة ذلك ما ذكره البعض عن فعالية دواء (كلوروكوين) في القضاء على فيروس (كوفيد 19) .. وبناء على ذلك الخبر اتجه الناس لشراء هذا الدواء دون الرجوع إلى أطباء, ودون أن يعلموا مخاطره خاصة على السلوك, حيث لم يذكر ناشرو الخبر أن استعمال الكلوروكوين في مجابهة الجائحة الحالية مايزال تحت التجربة.
أمانٍ تتحول إلى أكاذيب
أخبار (زائفة) مشابهة عن اكتشاف علاجات فعالة ضد المرض ظهرت خاصة على القنوات العربية والحسابات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي, ابتداء من تلك التي قالت بأن وزيرة الصحة المصرية سلمت الصين لقاحاً ضد الفيروس أثناء زيارتها لبكين بداية الشهر الحالي, مروراً بخبر بثته قنوات عراقية عن اكتشاف علاج لكورنا, وربما ستتكرر ذات الشائعة مستقبلاً, لاسيما وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن أي لقاح فعال لن يكون متوفراً قبل 12 شهرا على أقل تقدير.
في بلادنا للشائعات بريقها
وفي بلادنا التي تلعب فيها وسائل التواصل الاجتماعي دورا رئيساً في انتشار الأخبار, لم تنفك الشائعات تتساقط علينا منذ بداية اكتشاف المرض والحديث عنه كجائحة تغزو العالم, فمرة نقرأ أرقاماً عن حالات إصابات مؤكدة ما أنزل الله بها من سلطان, وأخرى عن تفاصيل غريبة (وغير مؤكدة) تخص الذين ثبتت إصابتهم وفقاً للمركز الوطني لمكافحة الأمراض, بالإضافة إلى تحليلات طبية من أناس بعيدين كل البعد عن هذا التخصص, توضح – وفقاً لرؤية غير منطقية- أخطاء الأطباء الليبيين في تعاملهم مع الحالات المصابة أو المشكوك بإصابتها.
ضرورة نشر الوعي
وفي الختام لابد من نشر الوعي بين المواطنين والتذكير بما أوصت به منظمة الصحة العالمية من ضرورة استقاء المعلومات الخاصة بالمرض والأبحاث العلمية التي تسابق الزمن للوصول إلى علاج ناجع يقضي عليه, من المصادر الرسمية, ومتابعة التحديثات والنشرات التي تصدرها الجهات المختصة، والمسارعة إلى الإبلاغ عن أي مصدر مجهول أو جهة غير مخولة للحديث عن الوباء ومحاربة الشائعات التي لن تساعد في القضاء على الجائحة, بل إنها قد تزيد الطين بلة.