كوبري فلسطين الجديد
عبد الرزاق الداهش
في بداية الألفين نقلت شبكات اخبارية عن يديعوت أحرونوت نبأ لقاء بين مسؤول ليبي بأخر اسرائيلي.
وحسب الصحيفة الاسرائيلية فاللقاء جمع رئيس الوفد الليبي، ونظيره الاسرائيلي خلال مؤتمر متوسطي بمدريد.
كان المعني هو الدكتور ميلود القمودي، وهو استاذ جامعي يتولى شعبية صبراته وصرمان، كما أنه قريب وجار.
كنت يومها وبالمصادفة في عزاء وفاة والد الدكتور، وقد جاء الخبر صادما بالنسبة للجميع، وبالنسبة للقمودي أكثر.
اقسم الرجل بأنه لم يتحاور، ولم يجلس، ولا حتى يعرف شكل رئيس الوفد الاسرائيلي.
كان الخبر قد نشر صباح أول ابريل ولهذا علق العقيد القذافي على ذلك لوسائل إعلامية، بإنها كذبة ابريل.
ربما يكون القمودي قد صافح الاسرئيلى دون أن يعلم، ربما لا، المهم انتهت القصة في مستودع النسيان.
اليوم تستدعي ذاكرتي قصة مدريد القديمة بحضور روما الجديد، ووزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش.
واليوم تستدعي ذاكرتي أيضا لاءات الخرطوم، وجبهة الصمود، وكامب ديفيد، واوسلو، ووادي عربة وهرولة اصحاب العقالات والدشاديش.
(طبعا) اذا كان لقاء المنقوش غير مرتب فهو خطأ، أما لو كان مرتبا فهو خطيئة، وفي كلتا الحالتين سبق العزل العذل، أو العدل.
الغريب هو براعة البعض في ركوب موجة فلسطين قضية العرب المركزية. ولاءات الخرطوم التي لم يعد لها لا لاءات ولا نعمات، باستثناء غبار البرهان، وحميدتي.
العين على طريق السكة في طرابلس، أو السلطة، وليس محطة بيت المقدس.
حتى الجماعة الذين صلوا ركعتين شكرا لله ابتهاجا بانتصار إسرائيل عام 67، أخذوا زوارقهم وركبوا موجة سجل انا عربي، ورقم بطاقتي 50000.
للاسف فلسطين مجرد “كوبري” للبعض في السابق، واليوم، مع كل الاحترام للطيبين، والصادقين.